يعقلون، والمعنى في هذا عند سيبويه: اذهبا على رَجَائِكُمَا وطَمَعكُما (١). والعلم من الله قد أتى من رواء ما يكون، وإنما تبعث الرسل وهي لا تعلم الغيب، ولا تدري أيقبل منها أم لا، وهم يرجون ويطمعون أن يقبل منهم، ومعنى (لعل) متصور في أنفسهم، وعلى تصور ذلك تقوم الحجة، وليس علم الله بما سيكون يجب به الحجة على الآدميين، ولو كان ذلك لم يكن في الرسل فائدة) (٢).
وقال ابن الأنباري: (مذهب الفراء في ﴿لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ﴾ كي يتذكر ويخشى في تقديركما وما تمضيان عليه) (٣).
٤٥ - قوله تعالى: ﴿قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا﴾ أي: يبادر ويعجل بعقوبتنا. قاله ابن عباس، ومجاهد، والمفسرون (٤). وجميع أهل اللغة. [يقال: فَرَطَ علينا فلان إذا عجل بمكروه، وفَرَطَ منه أمرًا أي: بدر وسبق (٥).
وقال الكسائي] (٦): (يقال: فَرَطَ عليهم، يَفْرُطُ، فُرُوطًا، وفَرْطًا، وفُرطَانا) (٧).
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٥٧.
(٣) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٢٨٨، "البحر المحيط" ٦/ ٢٤٦.
(٤) "جامع البيان" ١٦/ ١٧٠، "تفسير كتاب الله العزيز" ٣/ ٣٩، "النكت والعيون" ٣/ ٤٠٥، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٧٥، "زاد المسير" ٥/ ٢٨٩.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٥٨، "تهذيب اللغة" (فرط) ٣/ ٢٧٧٣، "مقاييس اللغة" (فرط) ٤/ ٤٩٠، "القاموس المحيط" (فرط) ص ٦٨٠، "الصحاح" (فرط) ٣/ ١١٤٨، "المفردات في غريب القرآن" (فرط) ص ٣٧٦.
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل ومن (ص).
(٧) ذكرت نحوه كتب اللغة بدون فسبة. انظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٧٣، "لسان العرب" ٦/ ٣٣٨٩، "المعجم الوسيط" (فرط) ٢/ ٦٨٣.