وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلاَكَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقلْتُ إِنَّه
هذا الذي ذكرنا حكاية القولين.
فأما معنى نعم هاهنا فقال أبو علي: (معنى نعم هاهنا وإن لم يتقدم سؤال يكون نعم جوابًا له، كما تقدم في قوله: ﴿فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ﴾ [الأعراف: ٤٤] فقد تقدم: (أجئتنا لتخرجنا من أرضنا) إلى قوله: ﴿بِسِحْرٍ مِثْلِهِ﴾ [طه: ٥٧، ٥٨] فيكون نعم منصرفًا إلى تصديق أنفسهم فيما ادعون من السحر، و ﴿إِنْ﴾ بمنزلة: نعم (١). وقد قال سيبويه: (نعم عدة وتصديق) (٢). هذا كلامه (٣).
وعلى هذين القولين أدخلت اللام على خبر المبتدأ وكان من حقها أن تدخل على المبتدأ دون خبره، وهذا قول النحويون فيه: أنه يجوز في الشعر على الضرورة (٤). وأنشدوا في ذلك (٥):
= ٢/ ٤٩٢، "خزانة الأدب" ١١/ ٢١٣، "شرح أبيات سيبويه" ٢/ ٣٧٥، "الخصائص" ٢/ ٢٦٩، "لسان العرب" (أنى) ١/ ١٥٦.
(١) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٣٠.
(٢) "الكتاب" ١/ ٤٧٥، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٣٠.
(٣) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٣٠، "أعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٣٤٣.
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٨٤، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٦٣، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٣٠.
(٥) لم أهتد إلى قائله. وذكرته كتب اللغة بدون نسبة.
انظر: "خزانة الأدب" ١٠/ ٣٢٣، "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٧٨، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٦٣، "شرح التصريح" ١/ ١٧٤، "المقاصد النحوية" ١/ ٥٥٦، "شرح ابن عقيل" ١/ ٢٣٧، "فوائد القلائد" ص ٨١، "شرح الأشموني" ١/ ١٠٠، "لسان العرب" (شهرب) ٤/ ٢٣٥٢.


الصفحة التالية
Icon