للسحر، ومن قرأ: كيد سحر، أضاف الكيد إلى السحر على التوسع، وأراد كيد ذي سحر، فيكون المعنى مثل كيد ساحر، ويجوز أن يكون معنى كيد سحر: كيد من سحر كما قالوا: قميص حرير، وجبة وَشْي، ذكر ذلك ابن الأنباري (١). والمعنى: الذي صنعوه تخيل سحر لا حقيقة له.
[وقوله: ﴿وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾ قال ابن عباس: (ولا يسعد الساحر حيث ما كان) (٢).
وروى جندب بن عبد الله البجلي (٣): أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أخذتم الساحر فاقتلوه، ثم قرأ: ﴿وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾ قال: لا يأمن حيث وجد" (٤).

= وقرأ حمزة، والكسائي: (كيد سحر) بغير ألف.
انظر: "السبعة" ص ٤٢١، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٣٧، "حجة القراءات" ص ٤٥٨، "الغاية في القراءات" ص ٣٢٣.
(١) ذكر بلا نسبة في "الكشاف" ٢/ ٥٤٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٢٤، "التفسير الكبير" ٢٢/ ٨٥، "البحر المحيط" ٦/ ٢٦٠.
(٢) "معالم التنزيل" ٥/ ٢٨٤، "زاد المسير" ٥/ ٣٠٦.
(٣) جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي، ينسب إلى جده، أحد أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- روى عنه الحسن، وابن سيرين، وأخرج له الجماعة، توفي -رضي الله عنه- سنة ٦٤ هـ.
انظر: "الاستيعاب" ١/ ٢١٩، "أسد الغابة" ١/ ٣٠٣، "الإصابة" ١/ ٢٤٩، "تهذيب التهذيب" ٢/ ١١٨، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٣/ ١٧٤، "الكاشف" ١/ ١٣٢.
(٤) أورده ابن كثير في "تفسيره" ٣/ ١٧٥، وقال: وقد روى أصله الترمذي موقوفًا ومرفوعًا. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٥٤١، وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٢١٠، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢/ ٤٨، والشوكاني في "نيل الأوطار" باب: ما جاء في حد السحر ٧/ ٦٣٢، والألوسي في "روح المعاني" ١٦/ ٢٣٠. =


الصفحة التالية
Icon