﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾ (١).
وروي عن ربيعة بن كلثوم (٢) أنه قال: دخلنا على الحسن (٣) وهو يشتكي ضرسه وهو يقول: مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، اقتدى بأيوب عليه السلام في دعائه ليستجاب له كما استجيب لأيوب (٤).
على أن الجزع إنما هو الشكوى إلى الخلق، فأما من اشتكى إلى الله تعالي ما حل به فليس يسمى جازعًا؛ لأنه مثاب على ذلك إذا كان إلى الله، والجازع مذموم، وقول يعقوب عليه السلام ﴿أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦] لا يحمل على الجزع.
وهذا معنى ما قال سفيان بن عيينة (٥) في هذه الآية: من شكا إلى الله لم يعد ذلك بشكوى ولا جزع، ألم تسمع قوله: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ قال وكذلك من شكا إلى الناس وهو في شكواه راض بقضاء الله لم يكن ذلك جزعًا ألم تسمع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أجدني مغمومًا وأجدني
(٢) هو ربيعة بن كلثوم بن جبر البصري، روى عن أبيه والحسن البصري وغيرهما. قال الذهبي: ثقة وقال ابن حجر: صدوق يهم. "الكاشف" للذهبي ١/ ٣٠٧، "تهذب التهذيب" ٣/ ٢٦٣، "تقريب التهذيب" ١/ ٢٤٨.
(٣) هو البصري.
(٤) لم أجده.
(٥) ذكره ابن الجوزي ٥/ ٣٧٤.