لحدته. هذا كلامه (١)
وعلى القول الأول أصل الحرف من الميل سمي الطرف حرفًا لميله عن (٢) الوسط، وعلى قول أبي الفتح أصله من الحدّة والطرف حرفٌ لحدته.
قال أبو إسحاق: وحقيقته أنه يعبد الله على حرف الطريقة في الدين، لا يدخل فيه دخول متمكن (٣).
وقال أبو عبيدة -في قوله: ﴿عَلَى حَرْفٍ﴾ -: أي لا يدوم. قال: وتقول (٤): إنَّما أنت على حرف (٥)، أي لا أثق بك (٦).
قال أبو الفتح: وهذا راجع إلى ما قدمناه لأن تأويله أنه قلق في دينه، على غير ثبات ولا طمأنينة ولا استحكام بصيرة، فكأنه معتمد (٧) على حرفٍ دينه غير واسط فيه، كالذي هو على حرف جبل ونحوه، يضطرب اضطرابا ويضعف قيامه، فهو يعرض أن يقع في أحد جانبي الطرف، فقيل للشاك في دينه أنه يعبد الله على حرف؛ لأنه لو عبده على يقين وبصيرة لم يكن في حرف يسقط عنه بأدنى شيء يصيبه. وهذا المعنى ظاهر في قوله: ﴿فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ﴾ الآية (٨).

(١) "سر صناعة الإعراب" لابن جني ١/ ١٤، ١٥.
(٢) في (أ)، (د): (على).
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤١٤.
(٤) في (د)، (ع): (ويقولون).
(٥) هكذا في جميع النسخ و"سر صناعة الإعراب"، وفي مجاز القرآن: إنما أنت لي على حرف. بزيادة (لي).
(٦) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٤٦.
(٧) في (د)، (ع): (متعمّد).
(٨) "سر ساعة الإعراب" لأبي الفتح ابن جني ١/ ١٤.


الصفحة التالية
Icon