و (قد) هاهنا يجوز أن تكون تأكيدًا لفلاح المؤمنين، ويجوز أن تكون تقريبًا للماضي من الحال، ويكون المعنى: أن الفلاح قد حصل لهم، وأنهم عليه في الحال.
قال ابن عباس في هذه الآية: يريد قد سعد المصدقون وبقوا في الجنة (١).
وقال أبو إسحاق: أي قد نالوا البقاء الدائم (٢).
وروى (٣) حميد، عن أنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خلق الله جنة عدن وغرس أشجارها بيده، وقال لها (٤): تكلمي. فقالت: قد أفلح المؤمنون" (٥).
= وقد وافق الفراء جمهور البصريين في هذه المسألة.
وذهب الكوفيين إلى أن الفعل الماضي يجوز أن يقع حالاً من غير تقدير. وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش من البصريين.
وصحح أبو حيان قول الكوفيين معللا ذلك بكثرة وروده في "لسان العرب" كثرة توجب القياس وتمنع التأويل، لأن تأويل الكثير ضعيف جدًا.
انظر: "الإنصاف" للأنباري ١/ ٢٥٣ - ٢٥٨، "شرح المفصل" لابن يعيش ٢/ ٦٦ - ٦٧، "التبيين عن مذاهب النحويين" للعكبري ص ٣٨٦ - ٣٩٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ٣١٧، ٧/ ٤٩٣، "ارتشاف الضرب" ٢/ ٣٧٠.
(١) ذكره عنه البغوي ٥/ ٤٠٨، وروى الطستي في مسائله كما في "الدر المنثور" ٦/ ٨٣ عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ فقال: فازوا وسعدوا.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٥.
(٣) من هنا يبدأ خرم في نسخة (ظ)، ومقداره صفحتان.
(٤) (لها): ساقطة من (أ).
(٥) أخرجه الحاكم في "مستدركه" ٢/ ٣٩٢، وابن عدي في "الكامل" ٥/ ٨٣٧، =
وذهب الكوفيين إلى أن الفعل الماضي يجوز أن يقع حالاً من غير تقدير. وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش من البصريين.
وصحح أبو حيان قول الكوفيين معللا ذلك بكثرة وروده في "لسان العرب" كثرة توجب القياس وتمنع التأويل، لأن تأويل الكثير ضعيف جدًا.
انظر: "الإنصاف" للأنباري ١/ ٢٥٣ - ٢٥٨، "شرح المفصل" لابن يعيش ٢/ ٦٦ - ٦٧، "التبيين عن مذاهب النحويين" للعكبري ص ٣٨٦ - ٣٩٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ٣١٧، ٧/ ٤٩٣، "ارتشاف الضرب" ٢/ ٣٧٠.
(١) ذكره عنه البغوي ٥/ ٤٠٨، وروى الطستي في مسائله كما في "الدر المنثور" ٦/ ٨٣ عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ فقال: فازوا وسعدوا.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٥.
(٣) من هنا يبدأ خرم في نسخة (ظ)، ومقداره صفحتان.
(٤) (لها): ساقطة من (أ).
(٥) أخرجه الحاكم في "مستدركه" ٢/ ٣٩٢، وابن عدي في "الكامل" ٥/ ٨٣٧، =