النبي -صلى الله عليه وسلم-.
القول الثاني: أنهم يرثون بيوتهم ومنازلهم التي بنيت بأسمائهم في الجنة. وهو قول الكلبي ورثوا الجنة دون الكفار خلصت لهم بأعمالهم - واختيار أبي إسحاق (١).
والمعنى: أنهم يؤول أمرهم إلى نعيم الجنة (٢).
قال المبرد: وأصل الميراث: العاقبة وإن لم يكن للأول منها شيء بسبب نسب، وإنما معناه الانتقال عن (٣) هذا إلى هذا كما قال -عز وجل- ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا﴾ [الأعراف: ١٣٧] الآية. وقد مر.
فعلى (٤) القول الأول: هم وارثون (٥) ورثوا من (٦) أهل النار منازلهم من الجنة. ويجوز أن يُسمى ميراثًا وإن لم يستحقوا ذلك بنسب.
وعلى القول الثاني: صارت عاقبتهم الجنة. فهم وارثون ورثوا منازلهم التي بنيت لهم في الجنة.

(١) قول الواحدي إن هذا اختيار أبي إسحاق محل نظر؛ لأن أبا إسحاق قال في كتابه "معاني القرآن" ٤/ ٦: "أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس" روى أن الله - جل ثناؤه جعل لكل امرئ بيتًا في الجنة وبيتًا في النار، فمن عمل عمل أهل النار ورث بيته من الجنة من عمل عمل أهل الجنة، ومن عمل عمل أهل الجنة ورث بيته من النار من عمل عمل أهل النار. والفردوس أهله..
فأبو إسحاق اقتصر على هذا القول ولم يحك غيره.
(٢) ذكر هذا المعنى الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٥٨ ب وعزاه لبعضهم.
(٣) في (ع): (من).
(٤) في (ظ): (زيادة (هذا)، بعد قوله (فعلى).
(٥) في (ع): (الوارثون).
(٦) (من): ساقطة من (أ)، (ظ).


الصفحة التالية
Icon