وروي (١) عن ابن عمر أنه قال: هو استواء الشباب (٢). وهو قوله مجاهد (٣) في بعض الروايات (٤)
وحكى الزجاج قولاً آخر وهو: أن جُعل ذكرًا وأنثى (٥).
واختار صاحب النظم القول الأول، وقال (٦): قوله: ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا﴾ إلى قوله: ﴿لَحْمًا﴾ قصة واحدة، ثم قال ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ﴾ فجاء به على نظم سوى اللفظ الأول الذي درج عليه ما قبله من قوله خلقنا وخلقنا، والإنشاء هو الابتداء، فدل هذا على أنه أراد به نفخ الروح؛ لأنه لا يحتمل أن يكون خلقًا آخر إلا بأن يزول عن كيفيته (٧) الأولى وهي أنه كان لحمًا وعظمًا

(١) في (أ): (يروى).
(٢) ذكره عنه الثعلبي ٣/ ٥٨ ب.
(٣) (مجاهد): ساقط من (ع).
(٤) ذكره الثعلبي ٣/ ٥٨ ب عنه من رواية ابن أبي نجيح وابن جريج. ورواه الطبري ١٨/ ١٠ - ١١ عنه من الطريقين المتقدمين.
وذكره عن مجاهد السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٩٢ وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٩. والقول الذي حكاه الزجاج مروي عن الحسن البصري. ذكره النحاس في "معاني القرآن" ٤/ ٤٤٩، والبغوي في "تفسيره " ٥/ ٤١٢.
قال ابن عطية في "المحرر" ١٠/ ٣٣٦ - بعد أن ذكر الأقوال المتقدمة- وغيرها: وهذا التخصيص كله لا وجه له، وإنما هو عام في هذا وغيره من وجوه النطق والإدراك وحسن المحاولة هو بها آخر، وأول رتبة من كونه آخر هو نفخ الروح فيه، والطرف الآخر هو تحصيله المعقولات إلى أن يموت.
وصحح القرطبي ١٢/ ١١٠ ما ذكره ابن عطية.
(٦) في (ع) زيادة (في) بعد (وقال).
(٧) في (أ)، (ظ): (كيفية).


الصفحة التالية
Icon