يقول في الخامسة: اللهم ألعنه إن كان كذب عليها. وقرأ نافع (أن) مخففة (لعنة الله) بالرفع (١).
قال أبو الحسن: لا أعم الثقيلة إلا أجود في العربية؛ لأنك إذا خففت فالأصل عندك التثقيل فتخفف وتضمر، فأن تجيء بما عليه في المعنى ولا تكون أضمرت ولا حذفت شيئاً أجود، وكذلك ﴿أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ [يونس: ١٠] وجميع ما في القرآن مما يشبه هذا (٢).
قال أبو علي: فأمّا قراءة نافع فقال سيبويه (٣): لا تخفف (أن) في الكلام أبدًا وبعدها الأسماء إلا وأنت تريد الثقيلة على إضمار القصة فيها كقوله: ﴿أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وعلى هذا قول الأعشى (٤):

(١) وقرأ الباقون بتشديد النون ونصب "لعنة". "السبعة" لابن مجاهد ص ٤٥٣، و "التيسير" للداني ص ١٦١ و "الغاية" لابن مهران ٢١٨، و"النشر" ٢/ ٣٣٠.
(٢) نقل الواحدي هذا الكلام عن أبي الحسن الأخفش من كتاب "الحجة" لأبي علي الفارسي ٥/ ٣١٤، وقد ورد نحو هذا الكلام في "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٩٣.
(٣) انظر: "الكتاب" ٣/ ١٦٣ - ١٦٤.
(٤) هذا عجر بيت للأعشى من معلّقته، وصدره:
في فتية كسيوف الهند قد علموا
وقبله:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعن شاو مشل شلول شلشل شول
يقول: إنّه غدًا إلى بيت الخمَّار معه غلام يشوي اللحم، خفيف في عمله، في فتية كريمة يهينون مالهم من اللذات إذ هم على ثقة أنَّهم ميتون، فهم يبادرون اللذات قبل أن يخترمهم الأجل.
وشطر البيت مع صدره في "الكتاب" ٣/ ١٦٤ منسوبًا للأعشى، و"معاني القرآن" =


الصفحة التالية
Icon