وروي عن أبي بن كعب أنه قال في هذه الآية: ثم ذكر نور المؤمن فقال ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ يقول مثل نور المؤمن وكان أُبيّ يقرؤها (مثل نور المؤمن) قال: وهو عبد قد جعل القرآن والإيمان في صدره (١).
وهذا القول كما روى عطاء عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: مثل نور من آمن بالله (٢).
وهذا قول عامر الشعبي (٣) (٤). وقال السدي: مثل نوره في قلب المؤمن [قال (٥): وهو قراءة ابن مسعود: (مثل نوره في قلب المؤمن)] (٦).
وهذا كقول الكلبي في عود الكناية إلى اسم الله تعالى.
وعلى القول الثاني عادت الكناية إلى غير مذكور وهو المؤمن (٧).

(١) رواه الطبري ١٨/ ١٣٦، وابن أبي حاتم ٧/ ٤٤ ب، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ١٩٧، ونسبه أيضًا لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه.
(٢) رواه ابن أبي حاتم ٧/ ٤٥ أ، والحاكم في "مستدركه" ٢/ ٣٩٧ من رواية عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ١٩٦ عن ابن عباس، وعزاه لمن تقدمت ترجمته.
(٣) في (ظ)، (ع): (والشعبي)، وهو خطأ.
(٤) روى عبد بن حميد وابن الأنباري كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ١٩٦ عن الشعبي قال: في قراءة أبي بن كعب: "مثل نور المؤمن كمشكاة".
(٥) ذكر البغوي ٦/ ٤٥ قراءة ابن مسعود دون قول السدي.
(٦) ساقط من (ظ)، (ع).
(٧) ذكر ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" ص ٩ التقديرين في عود الكناية، وزاد ثالثًا -وهو ما سيذكره الواحدي فيما بعد- وهو أنَّ الضَّمير يعود لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم قال: والصحيح أنَّه يعود على الله -سبحانه وتعالى-، والمعنى: مثل نور الله -سبحانه وتعالى- في قلب عبده، وأعظم عباده نصيبًا من هذا النور رسوله -صلى الله عليه وسلم-. فهذا مع ما تضمنَّه عود الضمير المذكور -وهو وجه الكلام- يتضمَّن التقادير الثلاثة وهو أتم لفظًا ومعنى. =


الصفحة التالية
Icon