ليأكلون الطعام. وحذفت رسلًا لأن (إلا)، دليل على ما حذف، فأما مثل اللام بعد إلا فقول الشاعر:

ما انطياني ولا سألتهما إلا وإني لحاجزي نسبي (١)
وقال في قول الفراء: وهو خطأ بيِّن؛ لأنه لا يجوز حذف الموصول وتبقية الصلة (٢). وهذه مسألة خلاف بين الكوفيين والبصريين. ذكرنا هذا قديمًا. وعلى ما قال الزجاج، الموصوف محذوف. وعلى قول الفراء، الموصول هو المحذوف.
وذكر ابن الأنباري، قول الفراء واحتج عليه بأبيات ذكرناها قديمًا، فيما مضى من الكتاب؛ منها قول ذي الرُّمة:
فَظَلُّوا ومنهم دمْعُه سابقٌ له.. البيت (٣)
(١) البيت لكُثَيِّر بن عبد الرحمن، وتارة ينسب لصاحبته: عزة، "ديوانه" ٢١٩، وهو من قصيدة يمدح فيها عبد الملك، وعبد العزيز ابني مروان بن الحكم... إنما يريد أنه إذا سألهما وأعطياه حجزه كرمه عن الإلحاف في السؤال. وانطياني: أعطياني. "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٢. وعند سيبويه، والمبرد، وفي الديوان: أعطياني. وقبل هذا البيت:
دع عنك سلمى إذ فات مطلبها واذكر خليليك من بني الحكم
وقد أورده منسوبًا سيبويه ٣/ ١٤٥، والمبرد في "المقتضب" ٢/ ٣٤٦، ولم ينسبه، قال عبد السلام هارون، في تحقيقه للكتاب: الشاهد فيه كسر: إنَّ، لدخول اللام في خبرها، والجملة واقعة موقع الحال، ولو حذف اللام لم تكن إلاَّ مكسورة أيضًا لوقوع الجملة موقع الحال. ونص البيت عند الزجاج، وفي "الكتاب"، كرمي، بدل: نسبي، كما هو في النسخ كلها.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٠.
(٣) "ديوان ذي الرمة" ص ٥٦، وعجزه:
وآخرُ يَثني دمعة العين بالمَهْلِ


الصفحة التالية
Icon