﴿وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ أي: من مَثَلهم (١). قال الزجاج: وحذفت من؛ لأن في الكلام دليلًا عليه، لو قلت: رأيتُ زيدًا وعمْرًا، فكان عمْرٌو (٢) أحسن وجهًا. كان في الكلام دليل على أنك تريد: مِنْ زيد (٣). وهذا الذي ذكرنا معني قول مقاتل، في هذه الآية (٤)
وذكر عطاء والكلبي، بيان ما يأتون به، وما يجيء الله به مما هو الحق؛ فقالا: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ﴾ كما أتوا به في صفة عيسى فقالوا: إنه خُلِق من غير أب (٥) ﴿إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ﴾ هو أي: بما فيه نقض لحجتهم؛ وهو: آدم، خُلِق من غير أب، ولا أم. وهذا معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ﴾ الآية (٦) [آل عمران: ٥٩].
وأما معنى التفسير، فهو: تفعيل، من: الفسر. قال ابن الأعرابي: الفَسْرُ: كشفُ ما غطي (٧). وقال الليث: الفسر: التفسير، وهو البيان،
(١) قال الهواري ٣/ ٢٠٩: وقال بعضهم: أحسن تفضيلاً.
(٢) (فكان عمرو) ساقطة من (ج).
(٣) "معاني القرآن" للزجاج٤/ ٦٧.
(٤) "تفسير مقاتل" ص ٤٥ أ.
(٥) ذكر هذا القول القرطبي ١٣/ ٣٠ ولم ينسبه. وذكر عن الكلبي أنه قال ﴿وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ أي: تفصيلاً، ومثل ذلك ذى ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٩١، عن عطاء ولم يذكر هذا المثل.
(٦) الشاهد من الآية، لم يذكر، وهو قوله: ﴿كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ولم أجد هذا القول في "الوسيط"، و"الوجيز".
(٧) "تهذيب اللغة" ١٢/ ٤٠٦ (فسر).