وقال قوم: معنى: ﴿عَلَى رَبِّهِ﴾ على أولياء ربه، ورسل ربه، وحُذف المضاف للعلم به، وذلك أن من عادى أولياءك فقد عاداك. ومن ظاهر على صاحبك فقد ظاهر عليك. وذكر أبو علي الفارسي هذا الوجه، فقال: أولًا: الكافر في هذه الآية، اسم الجنس، كقولهم: كثر الشاة، والبعير، في أنه يراد به الكثرة، وقد جاء ذلك في اسم الفاعل كما جاء في سائر الأجناس، أنشد أبو زيد:
إنْ تبْخَلِي يا جُمْلُ أوْ تَعْتَلِىّ | أو تُصبِحي في الظَّاعن المُولِّى (١) |
= ٣/ ٢١٥، ولم ينسبه، وأخرجه بسنده، ابن جربر ١٩/ ٢٧ عن ابن عباس. وذكره ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧١١، عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وعطية. وذكر السيوطي تخريج ابن المنذر، له عن عطية، "الدر المنثور" ٦/ ٢٦٧. وصدَّر الماوردي ٤/ ١٥٢، هذا القول بـ: قيل. والآية أعم من ذلك، قال الزمخشري ٣/ ٢٨٠: ويجوز أن يريد بالظهير الجماعة؛ كقوله تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ [التحريم: ٤].. ولريد بالكافر الجنس، وأن بعضهم مظاهر لبعض على إطفاء دين الله. قال ابن عطية ١١/ ٥٦: ويشبه أن أبا جهل سبب الآية، ولكن اللفظ عام للجنس كله. قال الرازي ٢٤/ ١٠٢: والأولى حمله على العموم؛ لأن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ، ولأنه أوفق بظاهر قوله: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾.
(١) أنشده أبو زيد في "النوادر" ص ٥٣، ونسبه لمنظور بن مرثد الأسدي، وأنشده أبو علي، "المسائل العسكرية" ص ٢٢٢، وفي الحاشية: جمل: اسم امرأة، تعتلي: تتمارضين، الظا عن: المرتحل، المولي: الذاهب.
(٢) واقتصر على هذا القول أبو عبيدة ٢/ ٧٧. واقتصر الواحدي في "الوسيط" ٣/ ٣٤٤. و"الوجيز" ٢/ ٧٨٢، على القول الأول مما يدل على ترجيحه له. والله أعلم.
(١) أنشده أبو زيد في "النوادر" ص ٥٣، ونسبه لمنظور بن مرثد الأسدي، وأنشده أبو علي، "المسائل العسكرية" ص ٢٢٢، وفي الحاشية: جمل: اسم امرأة، تعتلي: تتمارضين، الظا عن: المرتحل، المولي: الذاهب.
(٢) واقتصر على هذا القول أبو عبيدة ٢/ ٧٧. واقتصر الواحدي في "الوسيط" ٣/ ٣٤٤. و"الوجيز" ٢/ ٧٨٢، على القول الأول مما يدل على ترجيحه له. والله أعلم.