قال المفسرون كلهم (١)؛ قال ابن عباس: لم يكونوا عنها صمًا ولا عميًا بل كانوا خائفين، خاشعين.
وقال الكلبي: يخرون عليها سمعاء، وبصراء (٢).
قال الفراء: يقول: إذا تلي عليهم القرآن لم يقعدوا على حالهم الأولى كأنهم لم يسمعوه فذلك الخرور، وسمعت العرب تقول: قعد يشتمني كقولك: قام يشتمني وأقبل يشتمني (٣).
ومعنى ﴿لَمْ يَخِرُّوا﴾ على ما ذكر: لم يقعدوا، ولم يصيروا عندها صمًا وعميًا.
وقال الزجاج: تأويله: إذا تليت عليهم خروا سجدًا [وبكيًا، سامعين مبصرين، لما أمروا به ونهوا عنه، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ [مريم: ٥٨]] (٤) قال: ومثل هذا من الشعر

= والآيات الكونية، من الشمس والقمر، ونحوها. وقد اقتصر على الآيات الكونية الطوسي ٧/ ٥١١. والآية كما سبق أعم، وإن كانت الآيات الشرعية أقرب. والله أعلم. وجمع بين القولين الطبرسي ٧/ ٢٨٤. وابن عاشور ١٣/ ٤٣٣.
(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٥١، عن مجاهد. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٤٠، عن قتادة، ومجاهد، وأسباط، والحسن، وابن زيد. وأخرج ابن جرير ١٩/ ٥١، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٤٠، عن ابن عون، قال: قلت للشعبي: رأيت قوماً قد سجدوا، ولم أعلم ما سجدوا منه، أسجد؟ قال: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ قال ابن كثير ٦/ ١٣٢: يعني أنه لا يسجد معهم؛ لأنه لم يتدبر آية السجدة، ولا ينبغي للمؤمن أن يكون إمعة، بل يكون على بصيرة في أمره ويقين واضح بين.
(٢) "تنوير المقباس" ص ٣٠٦.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٧٤. ونحوه عند ابن جرير ١٩/ ٥١، ولم ينسبه.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (ب).


الصفحة التالية
Icon