ويدخل في هذا النجم والنار والسنان (١)، وقد استعمل الشهاب في هذا كله.
وقال أبو علي: الذي قاله أبو إسحاق لا أدري أقاله رواية أم استدلالًا (٢). وتفسير القبس قد سبق في سورة طه (٣).
وقرئ قوله: ﴿بِشِهَابٍ قَبَسٍ﴾ بالتنوين، وبالإضافة (٤)، قال أبو إسحاق: فَمَنْ نَوَّن جعل قبس من صفة الشهاب (٥). ومن أضاف؛ فقال الفراء: هو مما يضاف إلى نفسه إذا اختلف الاسمان؛ كقوله: ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ﴾ [يوسف: ١٠٩] (٦).

(١) السنان: سنان الرمح، وجمعه: أسنة؛ وسنان الرمح: حديدته لصقالتها ومَلاستها. "تهذيب اللغة" ١٢/ ٢٩٨ (سنن) و"لسان العرب" ١٣/ ٢٢٣.
(٢) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٧٣.
(٣) قال الواحدي في تفسير قول الله تعالى: ﴿لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ﴾ [طه: ١٠]: القبس شعلة من نار يقتبسها من معظم النار. قال أبو زيد: أقبست الرجل عِلمًا، بالألف واللام، وقبسته نارًا؛ إذا جئته بها، فإن كان طلبها قال: أقبسته بالألف. وقال الكسائي: أقبسته نارًا وعِلمًا سواء، وقد يجوز طرح الألف منهما. قال المبرد: والأصل واحد؛ لأن كلاهما مستضاء به.
(٤) قرأ عاصم وحمزة والكسائي بالتنوين، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر بالإضافة."السبعة في القراءات" ٤٧٨. و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٧٢، و"النشر في القراءات العشري" ٢/ ٣٣٧.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٠٨. ويجوز أن يكون بدلًا منه."معاني القراءات"، للأزهري ٢/ ٢٣٣.
(٦) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٨٦.
وقد رد قول الفراء، النحاس، فقال: إضافة الشيء إلى نفسه محال عند البصريين؛ لأن معنى الإضافة في اللغة ضم شيء إلى شيء فمحال أن يضم اليء إلى نفسه، وإنما يضاف الشيء إلى الشيء ليبين به معنى الملك والنوع فمحال أن يبين أنه =


الصفحة التالية
Icon