قالت: نعم، لبن هارون. وكان هارون ولد في سنةٍ لا يقتل فيها صبي، فقالوا لها (١): صدقتِ والله.
وقوله: ﴿وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾ قال مقاتل: هم أشفق عليه، وأنصح له من غيره (٢). وقال السدي وابن جريج: لما سمعوا قولها: ﴿وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾ قالوا: قد عرفتِ أهلَ هذا الغلام فدلينا على أهله، فقالت: لا أعرف، ولكني عَنيتُ: وهم للملِك ناصحون (٣)، فدلتهم على أم موسى، فدُفع إليها تربيه لهم (٤)، فلما وجد الصبي ريح أمه قبل ثديها (٥)، وأتم الله لها ما وعدها.
١٣ - قوله: ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ﴾ قال ابن إسحاق: بلغ لطف الله له ولها أن ردَّ عليها ابنها، وعَطَفَ عليه بقلب فرعون وأهل بيته، مع أمانها عليه (٦) من القتل الذي يُتخوَف على غيره، وكأنهم كانوا من بيت آل فرعون في الأمان والسعة (٧)؛ فذلك قوله: ﴿كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا﴾ أي: بولدها ﴿وَلَا تَحْزَنَ﴾ على فراقه (٨) ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ﴾ برد ولدها إليها ﴿حَقٌّ﴾.
قال صاحب النظم: هي كانت عالمة بأن وعد الله حق قبل أن ردَّ إليها
(٢) "تفسير مقاتل" ٦٤ أ.
(٣) رواه ابن جرير ٢٠/ ٤١، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٤٩. وذكره عنهما الثعلبي ٨/ ١٤٢ أ.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٣٥.
(٥) "تفسير مقاتل" ٦٤ أ، من قوله: فلما وجد الصبي. و"تفسير الثعلبي" ٨/ ١٤٢ أ.
(٦) عليه. ساقطة من نسخة (ج).
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٥٠.
(٨) في النسخ الثلاث: فراقها.