مستعمل كثيرًا في كلامهم (١)، وأنشد سيبويه أبياتًا كثيرة، منها قول لبيد:

فإن لم تجدْ مِنْ دونِ عدنان والدًا ودونَ مَعدٍ فَلْتَزَعكَ العواذلُ (٢)
وأنشد أيضًا لجرير:
جئني بمثلِ بَني بدرٍ لقومهمِ أوْ مِثلَ أُسرةِ منْظورِ بنِ سيَّارِ (٣)
ولو خفض: مثلَ، لكان جيدًا بالغًا؛ وهو الباب. والنصب على الموضع فكأنه قال: أو هاتِ مثلَ: أُسرةِ منظور.
(١) قال أبو حيان: والكاف في مذهب سيبويه في موضع جر ﴿وَأَهْلَكَ﴾ منصوب على إضمار فعل: أي: وننجي أهلك. البحر المحيط ٧/ ١٤٦. قال المبرد: لما لم يجز أن تعطف الظاهر على المضمر المجرور حملته على الفعل، كقوله تعالى: ﴿إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ﴾ كأنه قال: ومنجون أهلك، ولم تعطف على الكاف المجرورة. "المقتضب" ٤/ ١٥٢.
(٢) أنشده سيبويه، "الكتاب" ١/ ٦٨، ونسبه للبيد، وقد استشهد به على العطف على الموضع، فعطف: دون، المنصوب، على محل: دون، المجرور بمن. "حاشية المقتضب" ٤/ ١٥٢. واستشهد به المبرد، وصدره بقوله: ومما تنشده العرب نصبًا، وجرًا، لاشتمال المعنى عليهما جميعًا قول لبيد. "المقتضب" ٤/ ١٥٢. والبيت من قصيدة للبيد بن ربيعة الصحابي -رضي الله عنه-، يرثي بها النعمان بن المنذر، ملك الحِيرة. "ديوانه" (١٣١)، و"الخزانة" ٢/ ٢٥٢، و"الشعر والشعراء" ١٧٥.
(٣) أنشده سيبويه ١/ ٩٤، و"المبرد"، في "المقتضب" ٤/ ١٥٣، ونسباه لجرير. ولفظه عند المبرد: جيئوا. وهو في ديوان جرير ٢٤٢. والشاهد فيه العطف على المحل، تقديره: أو هات مثل أسرة منظور.
والبيت لجرير يخاطب فيه الفرزدق، مفتخرًا عليه بسادات قيس؛ لأنهم أخواله، وبنو بدر من فزارة، ومنظور ابن سيار بن عمرو، من فزارة أيضًا. "حاشية الكتاب" ١/ ٩٤. وأورده ابن جني في "المحتسب" ٢/ ٧٨، ممثلًا به على ما نصب بإضمار فعل يدل عليه ما قبله.


الصفحة التالية
Icon