مقاتل: ﴿نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ لله (١). وفي الآية حذف يتم به الكلام، كأنه قيل: نعم أجر العاملين الغرف أو الجنة (٢).
٥٩ - ثم نعت هؤلاء فقال: ﴿الَّذِينَ صَبَرُوا﴾ قال ابن عباس: على دينهم، وعلى المخمصة، وعلى الجزع، وترك الأموال والأولاد والدور (٣).
قوله تعالى: ﴿وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ قال: وباللَّه يثقون في هجرتهم (٤). قال ابن عباس: ذلك أن المهاجرين توكلوا على الله وتركوا دورهم وأموالهم.
قال مقاتل: إن أحدهم كان يقول بمكة: كيف أهاجر إلى المدينة وليس لي بها دار ولا معيشة؟ فوعظهم الله ليعتبروا، فقال:
٦٠ - ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ﴾ وكم من دابة (٥) ﴿فيِ الْأَرْضَ﴾ قال أبو إسحاق: كل حيوان على وجه الأرض بما يعقل ولا يعقل فهو دابة، وإنما هو: مَنْ دبت على الأرض، والمعنى: من نفس دابة (٦).
وقوله: ﴿لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا﴾ قال ابن عباس: لا تقدر على رزقها. قال مقاتل: لا ترفع رزقها معها (٧).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٣٠٧٨، عن مقاتل.
(٣) وقال مقاتل ٧٥ أ: على الهجرة. وكل ذلك داخل مراد.
(٤) "تفسير مقاتل" ٧٥ أ.
(٥) "تفسير مقاتل" ٧٥ أ. و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ١١٧. و"غريب القرآن" لابن قتيبة ٣٣٩. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٧٣.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٧٣. قال أبو عبيدة: ومجاز الدابة: أن كل شيء يحتاج إلى الأكل والشرب فهو دابة من إنس أو غيرهم.
(٧) "تفسير مقاتل" ٧٥ أ. وقال ابن قتيبة: لا ترفع شيئًا لغد. "غريب القرآن" ٣٣٩.