وقال الحسن: ظنونًا مختلفة، ظن المنافقون أنه يستأصل، وظن المؤمنون أنه ينصر (١).
الظونا والرسولا والسبيلا: ثلاثة أوجه من القراءة؛ إثبات ألفاتها وقفا ووصلا، وحذفها في الحالين، وإثباتها في حال الوقف وحذفها في الوصل. قال أبو الحسن الأخفش: العرب تلحق الواو والياء والألف في أواخر القوافي، فشبهت أواخر الآي بالقوافي (٢).
وقال أبو علي: أواخر الآي تشبه بالقوافي من حيث كانت مقاطع، كما كانت القوافي مقاطع فكما ثبتت قوله: ﴿رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ [الفجر: ١٥] ﴿رَبِّي أَهَانَنِ﴾ [الفجر: ١٦] في حذف الياء بنحو:
من حذف (٣) الموت أن يأتين
و:
إذا ما انتسبت له أنكرن (٤)
كذلك تشبه في إثبات الألف بالقوافي) (٥). نحو قوله:

(١) انظر: "تفسير الطبري" (٢١/ ١٣٢)، "الماوردي" ٤/ ٣٨٠، وذكره السيوطي في "الدر" ٦/ ٥٧٧، وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن.
(٢) "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٤٨٠، وانظر: "علل القراءات" ٢/ ٥٣٥، "الحجة في القراءات السبع" ص ٢٨٩.
(٣) هكذا في النسخ، وهو خطأ والصواب حذر.
(٤) عجزا بيتين من المتقارب للأعشى، والبيتان هما:
فهل يمنعني ارتيادي البلاد من حذر الموت أن ياتين
ومن شأني كاسفٍ وجهه إذا ما انتسبت له أنكرن
وهما من قصيدة طويلة يمدح بها قيس بن معد يكرب الكندي في: "ديوانه" ص ١٥، "الحجة" لأبي علي ٣/ ٢١٩، "الكتاب" ٢/ ١٥١ - ٢٩٠.
(٥) "الحجة" ٥/ ٤٦٩.


الصفحة التالية
Icon