وأن يجري مجرى الموقوف عليها كما يثبت ذلك في القوافي في الوصل، وهي لغة أهل الحجاز فيما حكاه أبو الحسن) (١). قال (٢): إنهم يثبتون الألف والواو والياء التي تلحق القوافي في الوصل، ولا ينونون كما ينونون من وصل: أقلي اللوم عاذلي والعتابن.
وإذا كان كذلك فثباتها في الفواصل كما ثبتت في القوافي حسن، وأما من طرحها في الحالين فإنه لم يعتد بها ولم يشبه [المنثور بالمنظوم] (٣) وفيه مخالفة لخط المصحف (٤).
١١ - قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ﴾ يقال: هنا للقريب من المكان، وهنالك للبعيد، وهناك للوسيط بين القريب والبعيد، وسبيله سبيل ذا وذلك وذاك، وذكرنا فيما تقدم (٥) أن هنالك يجوز أن يشار به إلى المكان وإلى الوقت، والمراد بقوله (هنالك) في هذا الموضع الإشارة إلى الوقت الذي تقدم ذكره، وهو قوله: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ﴾ ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ﴾. قال مقاتل: يعني عند ذلك (٦). وقال أبو إسحاق: أي في ذلك المكان (٧).
وقوله: ﴿ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ قال الفراء والزجاج: اختبروا (٨). وقال
(٢) انظر قول الأخفش في: "الخصائص" ٢/ ٩٧، ولم أقف عليه في "معانيه".
(٣) ما بين المعقوفين طمس في (ب).
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ٢١/ ١٣٢، "الحجة" ٥/ ٤٦٨، "الحجة في القراءات السبع" ص ٢٨٩، "البحر المحيط" ٨/ ٤٥٨، "الدر المصون" ٩/ ٩٨.
(٥) عند قوله تعالى في سورة آل عمران: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٨)﴾. آية ٣٨.
(٦) "تفسير مقاتل" ٨٨ ب.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٢١٩ مع اختلاف في العبارة.
(٨) "معاني القرآن" ٢/ ٣٣٦، "معاني القرآن وإعرابه للزجاج" ٤/ ٢١٩.