بصدد ما يخاف ويحذر لم يستقر على مكانة، بل يكون منزعجًا مضطربًا متحركًا، وهذه الآية إخبار عن ابتلائهم بالشدة والخوف ليظهر الصابر من الجازع والمؤمن من الشاك، ألا ترى كيف ظهر نفاق المنافقين، حيث أخبر عنهم بقوله:
١٢ - ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ﴾. قال الزجاج: موضع (إذ) نصب، المعنى: واذكر إذ يقول المنافقون (١).
قال ابن عباس: يعني أوس بن قبطي (٢) ومعتب بن بشير (٣) وطعمه بن أبيرق وسهل بن الحارث (٤) ووداعة (٥) وعبد الله بن أبي، وعدة نحوًا من سبعين رجلاً، قالوا يوم الخندق: إن محمدًا يعدنا أن يفتح مدائن كسرى وقيصر واليمن، ونحن لا نأمن أن نذهب (٦) إلى الخلاء (٧).
وقوله تعالى: ﴿مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾. قال قتادة: قال أناس

(١) المرجع السابق.
(٢) هو: أوس بن قبطي بن عمرو بن زيد بن جشم الأنصاري الأوسي، شهد أحدًا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقال: إنه كان منافقًا، وفيه نزل قوله تعالى: ﴿يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ﴾
انظر: "الاستيعاب بهامش الإصابة" ١/ ٥٥، و"الإصابة" ١/ ٩٨، "أسد الغابة" ١/ ١٤٨.
(٣) هو: معثب بن بشير، ويقال بن قشير الأوسي الأنصاري، شهد العقبة وبدرًا وأحدًا. وقال ابن هشام بأنه ليس من المنافقين. وقيل: إنه تاب مما قاله يوم أحد. انظر: "الاستيعاب" ٣/ ٤٤٢، "الإصابة" ٣/ ٤٢٢، "أسد الغابة" ٤/ ٣٩٤.
(٤) لم أقف له على ترجمة
(٥) لم أقف له على ترجمة.
(٦) في (ب): (يذهب)، وهو خطأ.
(٧) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٣/ ٤٦٢ دون تسمية المنافقين.


الصفحة التالية
Icon