تعالى، فقالوا: كيف جعلها واحدًا أي: كيف جعل الآلهة من الآلهة التي كنا نعبدها واحدًا وهو الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا﴾ الذي يقول محمد من أن الآلهة واحد. ﴿لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ قال مقاتل (١): لأمر عجب بلغة أزد شنوءة (٢).
وقال أبو عبيدة: (العرب قد تحول فعيلا إلى أفعال، وأنشد لعباس بن مرداس:

أين دريد وهو ذو براعة تغدوا به سلهبة سراعة (٣)
أي: سريعة) (٤). ونحو هذا قال الفراء (٥) والزجاج (٦) وغيرهما، قالوا: تقول العرب: رجل كريم وكُرَّام وكُرَام، وشيء كبير وكُبَّار وكُبَار، وطويل وطوّال، وطَوال وشيء عجب وعُجّاب وعُجَاب بالتشديد، وهي قراءة عيسى بن عمر (٧).
(١) انظر: "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٥٥ أ، "القرطبي" ١٥/ ١٥٠، "الدر المصون" ٥/ ٥٢٥.
(٢) أزد شنؤة من الأزد، وهي من أعظم قبائل العرب وأشهرها، وأزد شنوءة قسم من الأزد، نسبتهم إلى كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، كانت منازلهم السَّراة بتثليث وتُربة وبيشة. قلت: وهذه مدن ثلاث معروفة من مدن المملكة العربية السعودية.
انظر: "معجم قبائل العرب" ١/ ١٥.
(٣) هذا البيت من الرجز لعباس بن مرداس في "مجاز القرآن" ٢/ ١٧٧. والسلهبة: هي وصف يقال للفرس، إذ عظم وطال وطالت عظامه. انظر: "اللسان" ١/ ٤٧٤ (سلهب).
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ١٧٧.
(٥) "معاني القرآن" ٢/ ٣٩٨ س.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣٢١.
(٧) لم أستطع تحديد من هو؛ لوجود أكثر من قارئ بنفس الاسم، فهناك:
أ- عيسى بن عمر الثقفي.
ب- عيسى بن عمر الأسدي.


الصفحة التالية
Icon