في الإعراب، لأنك إذا قدرت هذا التقدير في الإعراب صار ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ﴾ خبراً مقدَّمًا (١).
والجملة في موضع رفع، بأنها (٢) خبر ﴿إن﴾ (٣).
ويجوز أن يكون خبر ﴿إن﴾ قوله: ﴿لَا يؤْمِنُونَ﴾ كأنه قيل: (إن الذين كفروا لا يؤمنون سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم). فيكون قوله: ﴿سَوَآءٌ عَلَيهمءَأَنذَرتَهُم﴾ جملة معترضة بين الاسم والخبر، وجاز ذلك، لأنه تأكيد لامتناعهم عن الإيمان (٤)، ولو كان كلاماً أجنبياً لم يجز اعتراضه بينهما، وسترى لهذا (٥) نظائر.
ومعنى: ﴿سَوَآءٌ عَلَيْهِم﴾ أي: معتدل متساو، و ﴿سَوَآءٌ﴾ اسم مشتق من التساوي. يقول: هما عندي سواء، ومنه قوله ﴿فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ﴾ [الأنفال: ٥٨]، يعني: أعلمهم (٦) حتى يستوي علمك وعلمهم (٧). و ﴿سَوَآءٌ اَلْجَحِيمِ﴾ [الصافات: ٥٥] وسطه، لاستواء مقادير نواحيه إليه.
(٢) في (ب): (بأن).
(٣) "الحجة"، ١/ ٢٦٨، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤١.
(٤) "الحجة" ١/ ٢٦٨، ٢٦٩، وانظر "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤١، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٣٤، "المشكل" لمكي ١/ ٢٠، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ١٠٥.
(٥) في (ب): (لها).
(٦) في (أ)، (ج): (علمهم). وأثبت ما في (ب)، لأنه المناسب للسياق.
(٧) ذكره الطبري ١٠/ ٢٧، وانظر: "الثعلبي" ١/ ٤٨ أ.