فأعرب لأنه أدخل حرف العطف، وجعلها في حكم الأسماء.
ويجوز (١) تأنيث هذه الحروف وتذكيرها، فمن أنث فلمعنى [الكلمة. ومن ذكر فلمعنى] (٢) الحرف (٣). ولا محل لها من الإعراب لأنها حكايات وضعت على هذه الحروف، ولم تجر مجرى الأسماء المتمكنة، ولا الأفعال المضارعة، وإنما هي كقولهم: (غاق يا فتى) إذا حكوا صوت الغراب، فهذه الحروف وإن كانت إشارات إلى معان فلا موضع لها من الإعراب (٤).
ومن قال: إنها أسماء للسور (٥) والقرآن، قال: محلها رفع (٦)، كأنه

= "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٧٨٢، والبغدادي في "الخزانة" ١/ ١١٠، ١١٣. والبيت آخر ما نقله عن الزجاج بتصرف. انظر: "معاني القرآن" ١/ ٢٢، ٢٣.
(١) في (ب): (وبجو).
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٢، "المذكر والمؤنث" لابن الأنباري ص ٤٤٩، ٤٥٠، "المخصص" ١٧/ ٤٩.
(٤) انظر: "الكتاب" ٣/ ٢٦٦، "المقتضب" ١/ ٢٣٦ - ٢٣٨، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٢، "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٧٨١، ٧٨٢. قال السمين الحلبي: في إعراب الحروف المتقطعة في أوائل السور ثلاثة أقوال: إحداها: أنها أسماء حروف التهجي لا محل لها من الإعراب، وهو أصحها، والثاني: أنها معربة بمعنى أنها صالحة للإعراب، وإنما فات شرط وهو التركيب، وإليه مال الزمخشري، والثالث: أنها موقوفة لا معربة ولا مبنية. "الدر المصون" ١/ ٧٩.
(٥) في (ب): (اسما للسورة)، و (جـ): (لسور).
(٦) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٩٠، و"ابن عطية" ١/ ٩٦، "البحر المحيط" ١/ ١٤١، "البيان في غريب القرآن" ١/ ٤٣، و"القرطبي" ١/ ١٥٧، "الدر المصون" ١/ ٨١ قال الزمخشري: ومن لم يجعلها أسماء للسور لم يتصور أن تكون لها محل في مذهبه، كما لا محل للجمل المبتدأة وللمفردات المعددة. "الكشاف" ١/ ١٠٧، ١٠٨، ونحوه قال الرازي ٢/ ١٢.


الصفحة التالية
Icon