ألا ترى الكميت (١) قال (٢) في ذكر حمار أراد الورود (٣):

تذكر من أنّى ومن أين شربه يؤامر نفسَيه كذي الهَجْمة الأَبِلْ (٤)
فجعل ما يكون من ورود الماء (٥) أو ترك الورود والتمييل (٦) بينهما بمنزلة نفسين، وعلى هذا يتوجه قراءة من قرأ: ﴿قَالَ اعْلَمْ أَنَ اَللَّهَ عَلىَ كلِّ شئٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: ٢٥٩] بالجزم (٧)، فنزل نفسه عند الخاطر الذي يخطر له عند نظره منزلة مناظر له (٨).
(١) في "الحجة": (ألا ترى الكميت أو غيره..)، ١/ ٣١٧، وفي "اللسان" نسبه للكميت (أبل) ١/ ١٠. والكميت. هو الكميت بن زيد بن الأخنس من بني أسد، كوفي شاعر، مقدم، عالم بلغات العرب، كان متشيعا (٦٠ - ١٢٦هـ). انظر ترجمته في: "الشعر والشعراء" ص ٣٨٥، "طبقات فحول الشعراء" ٢/ ٣١٨، "الخزانة" ١/ ١٤٤.
(٢) في (ب) (ألا ترى الكميت في ذلك ذكر حمار).
(٣) في (أ)، (ج) (في ذكر حمار أباد الورود).
(٤) يؤامر: يشاور الهجمة: القطعة من الإبل، والأبل: على وزن (فَعِل) بفتح الفاء وكسر العين من صيغ المبالغة، وهو من حذق مصلحة الإبل، ورد البيت في "الحجة" ١/ ٣١٧ "تفسير ابن عطية" ١/ ١٦١، "اللسان" (أبل) ١/ ١٠، "البحر المحيط" ١/ ٥٧، فيه (البهجة) والبيت نسبه بعضهم للكميت كما فعل الواحدي، أما أبو علي في "الحجة" فقال: للكميت أو غيره، وهو في "شعر الكميت" جمع داود سلوم ص ٣٩٦.
(٥) في (ب): (للماء).
(٦) في (ب): (التمثيل) ومثله فى "الحجة" ١/ ٣١٨.
(٧) وهي قراءة حمزة والكسائي: (اعلم) ألف وصل وسكون الميم (فعل أمر)، وقراءة ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو وابن عامر: (أعلم) بقطع الألف وضم الميم، (فعل مضارع). انظر "السبعة" لابن مجاهد ص ١٨٩، "الكشف" ١/ ٣١٢.
(٨) الكلام في "الحجة"١/ ٣١٨، وانظر: "الكشف" لمكي ١/ ٣١٢.


الصفحة التالية
Icon