ولو أمكنهم ذلك (١) لفعلوا، ولا ترى للقرآن معارضة بوجه سواء كان فصيحاً أو ركيكاً، إلا شهد المخالف والموافق (٢) بركاكته. وعلى هذا القول (٣) (شهيد) بمعنى: شاهد.
وقوله تعالى: ﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. (دون) يرد في الكلام على معان كثيرة (٤)، يكون بمعنى: (قبل) كقولك: دون النهر قتال. ودون قتل الأسد أهوال، وقمت دون فلان، إذا نضحت عنه (٥)، ومنه قول
= ذلك القول بالصرفة، وهو قول النظام من المعتزلة حيث قال: إن الله صرف العرب عن معارضته وسلب عقولهم، وكان مقدورا لهم، ولكن عاقهم أمر خارجي، وهذا القول مردود عند جماهير العلماء، انظر: "البرهان" ٢/ ٩٣ - ٩٤، "البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن": ص ٥٣.
(١) (ذلك) ساقط من (ج).
(٢) (الموافق) ساقط من (ب).
(٣) أي قول المجاهد: ادعوا ناسا يشهدون لكم. وقد ضعف ابن جرير هذا القول، وقال. لا وجه له، وقال: إن القوم كانوا على عهد رسول الله ﷺ ثلاثة أصناف، أهل إيمان صحيح، وأهل كفر صحيح، وأهل نفاق، فأهل الإيمان من المحال أن يدعي الكفار أنهم لهم شهداء، فمن أي الفريقين يكون شهداؤهم؟ انظر. "تفسير الطبري" ١/ ١٦٧.
(٤) ذكر هذِه (المعاني) مفصلة الأزهري حيث قال: لـ (دون) تسعة معان، ثم أخذ في شرحها كما نقل المؤلف هنا، انظر: "التهذيب" ٢/ ١٢٤٩، وانظر: "البرهان" ٤/ ٢٧٥، "الإتقان" ٢/ ٢٣٥، "اللسان" (دون) ٣/ ١٤٦٠. قال السمين الحلبيّ:
(٥) "تهذيب اللغة" (دون) ٢/ ١٢٤٩.
(١) (ذلك) ساقط من (ج).
(٢) (الموافق) ساقط من (ب).
(٣) أي قول المجاهد: ادعوا ناسا يشهدون لكم. وقد ضعف ابن جرير هذا القول، وقال. لا وجه له، وقال: إن القوم كانوا على عهد رسول الله ﷺ ثلاثة أصناف، أهل إيمان صحيح، وأهل كفر صحيح، وأهل نفاق، فأهل الإيمان من المحال أن يدعي الكفار أنهم لهم شهداء، فمن أي الفريقين يكون شهداؤهم؟ انظر. "تفسير الطبري" ١/ ١٦٧.
(٤) ذكر هذِه (المعاني) مفصلة الأزهري حيث قال: لـ (دون) تسعة معان، ثم أخذ في شرحها كما نقل المؤلف هنا، انظر: "التهذيب" ٢/ ١٢٤٩، وانظر: "البرهان" ٤/ ٢٧٥، "الإتقان" ٢/ ٢٣٥، "اللسان" (دون) ٣/ ١٤٦٠. قال السمين الحلبيّ:
(دون) من ظروف الأمكنة، ولا تتصرف على المشهور إلا بالجر بـ (من)، وزعم الأخفش أنها متصرفة.. وهو من الأسماء اللازمة للإضافة | وأما (دون) التي بمعنى رديء فتلك صفة كسائر الصفات.. وليست مما نحن فيه. "الدر المصون" ١/ ٢٠٢. |