جعلت الدال (١) في حكم الملازمة للألف، إذ (٢) لم يعتد بها حاجزا، كذلك إذا لم يعتد بها في نحو (فيهي)، و (عصاهو)، و (خذوهو) صار كأن الساكنين قد التقيا. ولهذه العلة -أيضًا- حذف حرف اللين بعد (الهاء) من حذف، وإن كان الساكن الذي قبلها ليس من حروف اللين نحو: (منه) و (عنه) (٣).
ومثل (الهاء) (٤) في أنه (٥) لما كان حرفا خفيًّا لم يعتدوا به حاجزًا (النون)، وذلك في قولهم: (هو (٦) ابن عمي دِنْيا) (٧) و (قِنْيَة) (٨)، لما كانت (النون) خفية صارت (الواو) كأنها وليت الكسرة، فقلبتها كما قلبتها في

(١) في (ب): (الدار).
(٢) في (ب): (إذا).
(٣) انظر بقية كلام أبي علي في "الحجة" ١/ ٢٠٩.
(٤) "الحجة" ١/ ٢١٠، والمعنى: مثل الهاء النون في كونه حرفا خفيا لا يعتد به حاجزا.
(٥) في (ب): (إيه).
(٦) في (ب): (هط).
(٧) يقال: هو ابن عمه دُنْيَا مقصور، ودِنْيَةً ودِنْياً منون وغير منون، إذا كان ابن عمه لَحَّا أي أقرب من غيره ويقال ذلك في ابن العمة وابن الخال والخالة. انقلبت فيها (الواو)، (ياء) لمجاورة الكسرة، ولأن (النون) حاجز ضعيف. انظر "تهذيب اللغة" (دنا) ٢/ ١٢٣٣، و"اللسان" (دنا) ٣/ ١٤٣٦.
(٨) في "الحجة": (وفي قولهم: "هو ابن عمي دنيا" وفي "غنية") ١/ ٢١٠، والقنية والقنوة بكسر القاف وضمها بالياء وبالواو: الكسبة، وهي كل ما اكتسبه الإنسان لنفسه ولم يعده للتجارة، وإذا كانت واوية الأصل فقد جرى فيها القلب، وعلى هذا سار أبو علي وتبعه الواحدي، ومنهم من قال أصلها يائية فلا تغيير فيها. انظر: "الحجة" ١/ ٢١٠، "تهذيب اللغة" (قنا) ٣/ ٣٠٥٠، "مقاييس اللغة" ٥/ ٢٩، "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٧٣٦، "اللسان" (قنا) ٦/ ٢٧٥٩.


الصفحة التالية
Icon