﴿فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ﴾ خالقكم، يقال: برأ الله الخلق، أي: خلقهم (١)، وكان أبو عمرو يختلس حركة الهمزة في بارئكم كأنه مخفف الحركة ويقربها من الجزم (٢)، وحجته في ذلك: أن الحركات على ضربين (٣): حركة بناء، وحركة إعراب، فحركة البناء يجوز تخفيفه، وذلك نحو: سَبُع وإِبِل وضُرِبَ وعَلِمَ. يقول (٤) في التخفيف: سَبْع وفَخْذٌ وعَلْم وضُرْب، وقد خفف من كلمتين على هذا المثال تشبيها للمنفصل (٥) بالمتصل، وذلك نحوما أنشده أبو زيد:
قَالَتْ سُلَيْمَى اشْتَرْ لَنَا دَقِيقَا (٦)
[فَنُزِّل] (٧) مثل كتف، ولا خلاف في تجويز إسكان حركة البناء عند
(١) انظر: "غريب القرآن" للزبيدي ١/ ٧٠، والطبري في "تفسيره" ٢/ ٧٨، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٠٦، "تفسير الثعلبي" ١/ ٧٣ ب.
(٢) هذا على رواية العراقيين عنه بالاختلاس، وروي عنه إسكان الهمزة، وبقية السبعة على كسر الهمزة من غير اختلاس ولا تخفيف، انظر "السبعة" ص ١٥٥، و"الحجة" لأبي على ٢/ ٧٦، "التيسير" ص ٧٣، "الكشف" ١/ ٢٤٠.
(٣) أخذه عن "الحجة" ٢/ ٧٨. قال أبو علي: (حروف المعجم على ضربين: ساكن ومتحرك، والساكن على ضربين: أحدهما: ما أصله في الاستعمال السكون.. ، والآخر: ما أصله الحركة في الاستعمال فيسكن عنها، وما كان أصله الحركة يسكن على ضربين: أحدهما أن تكون حركته حركة بناء، والآخر: أن تكون حركته حركة إعراب..) وانظر: "حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٩٧، "الحجة" لابن خالويه ص ٧٨، "الكشف" ١/ ٢٤١.
(٤) في "الحجة" (يقول من يخفف) ٢/ ٧٩.
(٥) أي: شبهوا المنفصل في كلمتين بالمتصل في كلمة.
(٦) الرجز لرجل من كندة يقال له: (العذافر الكندي) وسبق تخريجه في تفسير قوله تعالى: ﴿وَهُوَ بكل شَىءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٩].
(٧) في جميع النسخ (فترك) وفي "الحجة" (فنزل) وهذا أقرب، والمعنى: أن (اشتر) =
(٢) هذا على رواية العراقيين عنه بالاختلاس، وروي عنه إسكان الهمزة، وبقية السبعة على كسر الهمزة من غير اختلاس ولا تخفيف، انظر "السبعة" ص ١٥٥، و"الحجة" لأبي على ٢/ ٧٦، "التيسير" ص ٧٣، "الكشف" ١/ ٢٤٠.
(٣) أخذه عن "الحجة" ٢/ ٧٨. قال أبو علي: (حروف المعجم على ضربين: ساكن ومتحرك، والساكن على ضربين: أحدهما: ما أصله في الاستعمال السكون.. ، والآخر: ما أصله الحركة في الاستعمال فيسكن عنها، وما كان أصله الحركة يسكن على ضربين: أحدهما أن تكون حركته حركة بناء، والآخر: أن تكون حركته حركة إعراب..) وانظر: "حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٩٧، "الحجة" لابن خالويه ص ٧٨، "الكشف" ١/ ٢٤١.
(٤) في "الحجة" (يقول من يخفف) ٢/ ٧٩.
(٥) أي: شبهوا المنفصل في كلمتين بالمتصل في كلمة.
(٦) الرجز لرجل من كندة يقال له: (العذافر الكندي) وسبق تخريجه في تفسير قوله تعالى: ﴿وَهُوَ بكل شَىءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٩].
(٧) في جميع النسخ (فترك) وفي "الحجة" (فنزل) وهذا أقرب، والمعنى: أن (اشتر) =