المبرد. ومفعول (يخرج) محذوف من الكلام، تقديره: يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها شيئا (١).
ومثله مما حذف (٢) منه المفعول قوله: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ﴾ [إبراهيم: ٣٧]، أي: ناسًا أو فريقًا.
وقوله تعالى: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى﴾ [البقرة: ٦١] يحتمل أن يكون ﴿أَدْنَى﴾ أفعل من الدنو، ومعناه: أتستبدلون الذي هو أقرب وأسهل متناولا، يشارككم في وجدانه (٣) كل أحد بالرفيع الجليل الذي خصكم الله وبين الأثرة لكم به على جميع الناس (٤). ويجوز أن يكون معنى الدنو في قرب القيمة (٥)، يقول: أتستبدلون الذي هو أقرب في القيمة (٦)، أي أقل قيمة، أو أدنى في الطعم واللذة، أي أقل لذة وأبشع طعما بالذي هو خير في الطعم واللذة والقيمة (٧). ويجوز أن يكون أفعل من الدناءة، وترك همزه؛ لأن

(١) أي أن مفعول يخرج محذوف، تقديره: (شيئا) وهذا قول الطبري في "تفسيره" ١/ ٣١٠، والنحاس في "إعراب القرآن" ١/ ١٨٠، وغيرهما. وذهب الأخفش ومكي إلى أن (من) زائدة، والمفعول (ما) انظر "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٨٢، و"المشكل" ١/ ٤٩، وقولهما مردود عند كثير من المفسرين؛ لأنه يخالف مذهب سيبويه. أن (من) لا تزاد في الموجب، أي المثبت. انظر: "الكتاب"١/ ٣٨، "تفسير ابن عطية" ١/ ٣١٦، و"البيان" ١/ ٨٥، ٨٦، "البحر المحيط" ١/ ٢٣٢.
(٢) في (ب): (ومنه مما يحذف).
(٣) في (ب): (وجدنه).
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣١٢، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١١٥، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٨١.
(٥) و (٦) في (ب): (القيامة).
(٧) وهذا القول راجع لمعنى القول السابق فجمع بين المعنيين الزجاج حيث قال: فمعناه أقرب وأقل قيمة ١/ ١١٥. والخلاصة في معنى (أدنى) قولان: أحدهما: =


الصفحة التالية
Icon