عن (الياء)، فإذا (١) لم يجز انقلابها عن (الواو) ولا عن (الياء) ثبت أنها منقلبة عن (الهمزة)، وإنما انقلبت عنها ألفا لوقوعها ساكنة بعد حرف مفتوح، كما أنها إذا خففت في: (بأس) و (رأس) (٢) و (فأس) انقلبت عنها ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها (٣)، كذلك قلبت في نحو: (آمن) و (آتى) (٤)، وفي الأسماء: نحو (آدر) (٥) و (آدم)، و (آخر) إلا أن الانقلاب هاهنا لزمها لاجتماع الهمزتين، والهمزتان إذا اجتمعتا في كلمة لزم الثانية منهما القلب بحسب الحركة التي قبلها إذا كانت ساكنة، نحو: (آمن) و (اوتمن) و (ايذن) (٦)، و (ايتنا) (٧).
فمن حقق (٨) (الهمز) في ﴿يؤمنون﴾ فلأنه إنما ترك (الهمز) من (أومن) لاجتماع الهمزتين، كما أن تركها في (آمن) كذلك (٩)، فلما زال اجتماعها مع سائر الحروف المضارعة سوى (١٠) الهمزة، رد (١١) الكلمة إلى
(٢) في (ج): (ووأس).
(٣) بنصه في "الحجة" ١/ ٢٣٥، وانظر "الكتاب" ٣/ ٥٤٣.
(٤) في جميع النسخ (ااتى) ورسمتها حسب ما في "الحجة" ١/ ٢٣٥.
(٥) الآدر: وهو المنتفخ الخصية. انظر: "اللسان" (أدر) ١/ ٤٤.
(٦) (ائذن) مكانها بياض في (ب).
(٧) انظر بقية كلام أبي علي في "الحجة" ١/ ٢٣٦، وما بعده نقله من موضع آخر ١/ ٢٣٨ حيث قال أبو علي: (أما حجة من قرأ (يؤمنون) بتحقيق الهمز، فلأنه إنما ترك الهمز في (أومن) لاجتماع الهمزتين...)، ١/ ٢٣٨، ٢٣٩.
(٨) في (ج): (خفف).
(٩) في (أ)، (ج): (لذلك) واخترت ما في ب، لأنه أصح وموافق ما في "الحجة" ١/ ٢٣٨.
(١٠) في (ب): (سرى).
(١١) في (ب): (ورد).