وقال عطاء (١): من آمن بالله آمن بالغيب (٢).
وكذلك روى أبو العباس عن ابن الأعرابي (٣) في قوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ قال (٤): يؤمنون بالله. قال (٥): والغيب- أيضًا- ما غاب عن العيون وإن كان محصلا في القلوب (٦).
قال أبو إسحاق: وكل ما غاب عنهم مما أخبرهم به النبي - ﷺ - فهو غيب. (٧). هذا طريق المفسرين في معنى (الغيب).
ولأهل المعاني فيه طريق آخر (٨)، وهو أن معنى قوله: ﴿يُؤِمنوُنَ
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي رباح، قال المحقق: رجال إسناده ثقات ابنِ أبي حاتم ١/ ١٧٨ (رسالة دكتوراه). وأخرجه الثعلبي بسنده عن عطاء قال: {الًذِين يُؤمنوُنَ بِالغيبِ﴾ قال: هو الله عز وجل من آمن بالله فقد آمن بالغيب. الثعلبي في ١/ ٤٦ ب، وذكره ابن كثير ١/ ١٨١.
(٣) هو محمد بن زياد الأعرابي، مولى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، كان راوية للأشعار نحويا، كثير الحفظ، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين. انظر ترجمته في: "طبقات النحويين واللغويين" ص ١٩٥، "إنباه الرواة" ٣/ ١٢٨، "نزهة الألباء" ص ١١٩.
(٤) في (ب): (ملا).
(٥) (قال) ساقط من (ب).
(٦) "تهذيب اللغة" (غاب) ٣/ ٢٦١٦.
(٧) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٥.
(٨) ما ذكره قال به عدد من المفسرين، ولم أجد أحدا من أهل المعاني فيما اطلعت عليه قال به، بل كلام الزجاج السابق بخلافه وهو أحد أهل المعاني، فلا وجه لتخصيص أهل المعاني بالذكر.