صاحب النظم: ليس لمثل هاهنا معنًى مقصود إليه، هو فصل وصلة (١) كقوله: ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ﴾ [البقرة: ١٣٧] وتأويله: وشهد شاهد من بني إسرائيل عليه، أي على أنه من عند الله، وقال أبو إسحاق: الأجود أن يكون (على مثله) على مثل شهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- (٢).
قوله: (فَآمَنَ) يعني الشاهد وهو ابن سلام ﴿وَاسْتَكْبَرْتُمْ﴾ عن الإيمان فلم تؤمنوا، واختلفوا في تقدير جواب قوله: (إن كان من عند الله) فقال صاحب النظم: جوابه محذوف على تقدير: أليس قد ظلمتم (٣) فكان قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ دليلاً على هذا الجواب.
وقال الزجاج: تقديره: فآمن واستكبرتم أتؤمنون (٤)، وقال غيره فآمن واستكبرتم أفما تهلكون (٥)، وقال الحسن: جوابه من أضل منكم (٦)، ووجه تأويل الآية: أخبروني ماذا تقولون إن كان القرآن حقًا من عند الله، وشهد على ذلك عالم بني إسرائيل وآمن به وكفرتم واستكبرتم ألستم تستحقون العقاب، وأنكر قوم منهم الشعبي ومسروق أن يكون الشاهد عبد الله بن سلام، وقالوا: إن إسلامه كان بالمدينة قبل وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعامين، وآل
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٤٠.
(٣) انظر: "التبيان في إعراب القرآن" للعكبري ٢/ ١١٥٥، و"زاد المسير" ٧/ ٣٧٤، و"تفسير الوسيط" ٤/ ١٠٥.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٤٠.
(٥) ذكر ذلك الماوردي في تفسيره ونسبه لمذكور ٥/ ٢٧٤، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٣٧٤، وذكره أبو حيان في البحر المحيط ٨/ ٥٧.
(٦) ذكر ذلك الماوردي في تفسيره ٥/ ٢٧٤، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٣٧٤، وأبو حيان ٨/ ٥٧، والمؤلف في "الوسيط" ٤/ ١٠٥.