عمرو (١) وفلان وفلان (٢).
قوله تعالى: ﴿وَهُمَا﴾ يعني والديه ﴿يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ﴾ يدعوان الله بالهدى وأن يقبل بقلبه إلى الإسلام والمعنى: يستغيثان بالله من كفره وإنكاره، فلما حذف الجار وصل الفعل، ويجوز أن يكون الباء حذف لأنه أريد بالاستغاثة الدعاء على ما قال المفسرون يدعوان الله، والاستغاثة بالله دعاء ليغيثك فيما نابك، فلما أريد به الدعاء حذف الجار (٣)؛ لأن الدعاء لا يقتضيه ومثله كثير.
قوله: ﴿وَيْلَكَ﴾ أي: ويقولون له: ويلك ﴿آمِنْ﴾ صدق بالبعث ﴿إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ﴾ بالبعث ﴿حَقٌّ فَيَقُولُ﴾ لهما ﴿مَا هَذَا﴾ الذي تقولان من أمر البعث وتدعوانني إليه ﴿إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ وقال الحسن وقتادة: هذه الآية مرسلة عامة، وهي نعت عبد كافر عاق لوالديه (٤)، وكانت عائشة رضي الله عنها تنكر أن تكون الآية في عبد الرحمن، وقالت: إنها في فلان بن فلان وسَمَّت رجلاً (٥). وقال أبو إسحاق: من قال إنها نزلت في عبد الرحمن قبل إسلامه يبطله.
١٨ - قوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ﴾ الآية، فأعلم الله أن
انظر: "جمهرة الأنساب" ص ١٩٠، و"الأعلام" ٤/ ٢١٢.
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" ١٠/ ١١١ أ، و"تفسير البغوي" ٧/ ٢٥٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ١٩٨، و"تفسير الوسيط" ٤/ ١٠٩.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ١٩٨، و"تفسير الوسيط" ٤/ ١٠٩.
(٤) انظر: "تفسير البغوي" ٧/ ٢٥٩، و"الجامع" ١٦/ ١٩٧، فقد نسباه للحسن وقتادة.
(٥) انظر: "فتح الباري" ٨/ ٥٧٦، و"تفسير البغوي" ٧/ ٢٥٩، و"زاد المسير" ٧/ ٣٨٠، و"الجامع" للقرطبي ١٦/ ١٩٧.