بالحكم الذي نسخ الأمر الأول (١).
وقال مقاتل بن حيان: والذين اهتدوا هم المؤمنون الذين كانوا يؤمرون بالأمر من طاعة ربهم فيعملون به، ثم ينسخه الله فيحولهم إلى غيره فيتحولون إلى ما يؤمرون به، فيأجرهم الله لما مضى ويزيدهم بتحويلهم عما كانوا أمروا به إلى الذي تحولوا إليه هُدًى مع هديهم (٢).
وذكر الفراء وأبو إسحاق في (زادهم هدى) وجهين آخرين؛ أحدهما: زادهم إعراضُ المنافقين واستهزاؤهم هدى. والثاني: زادهم ما قال الرسول آنفاً هدى (٣).
وقال الضحاك: كلما أتاهم من الله تنزيل فرحوا به، فزادهم الله به هدى (٤).
قوله تعالى: ﴿وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ قال الكلبي: وألهمهم تقواهم (٥).
وقال سعيد بن جبير: وألهمهم ثواب تقواهم (٦)، وذكر ابن حيان معنى القولين، فقال في معنى القول الأول: وفقهم للعمل بما أمروا به مما فرض عليهم، قال: ومنهم من يقول: آتاهم ثواب أعمالهم في الآخرة (٧).
ثم خوف كفار مكة بقرب الساعة، وأنها إذا أتت لم يقبل منهم شيء فقال:
(٢) لم أقف عليه.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٦١، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١١.
(٤) ذكر ذلك المؤلف في "تفسيره الوسيط" عن الضحاك. انظر ٤/ ١٢٤.
(٥) انظر: "تنوير المقباس" ص ٥٠٨، وأورده القرطبي ١٦/ ٢٣٩ من غير نسبة.
(٦) ذكر ذلك الثعلبي في "تفسيره" ١٠/ ١٢٧ أ، والبغوي في "تفسيره" ٧/ ٢٨٣.
(٧) لم أقف عليه.