وقال أبو سعيد: أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها وقيامها، قال: وأشراط كل شيء ابتداء أوله، ومنه يقال للدون من الناس: الشَّرَط لأنهم دون الذين هم أعظمهم وأنشد للكميت:

وجدتُ الناسَ غيرَ ابْنَي نِزارٍ ولم أَذْمُمْهُم شَرَطاً وَدُونَا (١)
قال الليث: والشرطان كوكبان، يقال إنهما قرنا الحمل، وهو أول نجم من نجوم الربيع، ومن ذلك صار أوائل كل أمر يقع أشراطُه (٢)، وأكثر أهل اللغة على القول الأول: أبو عبيدة (٣) والمبرد والزجاج (٤) كلهم قالوا في الأشراط أنها الأعلام، ونحو ذلك قال المفسرون (٥).
وأنشد أبو عبيدة لابن المفرغ (٦):
وَشَريتُ بُرْداً لَيْتَنِي من بعد بُرْدٍ كنتُ هَامَهْ
وتَبِعْثُ عبد بَنِي عِلاَجٍ تِلكَ أَشْرَاطُ القِيامَهْ (٧)
(١) انظر: ديوانه ٢/ ١١١، "تهذيب اللغة" (شرط) ١١/ ٣٠٩، "المحتسب" لابن جني ١/ ٨٩، "اللسان" (شرط) ١١/ ٣٣١.
(٢) من قوله: قال أبو عبيد: قال الأصمعي.. إلخ. انظره بنصه في "تهذيب اللغة" (شرط) ١١/ ٢٠٩ - ٢١٠.
(٣) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢١٥، وقول المبرد في "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ١٨٥.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١١.
(٥) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٣/ ٥٢، "تفسير الثعلبي" ١٠/ ١٢٧ أ "تفسير البغوي" ٧/ ٢٨٤.
(٦) هو: يزيد بن زياد بن ربيعة الملقب بمفرغ الحميري أبو عثمان شاعر غزل هو الذي وضع سيرة تبع وأشعاره وكان هجاء مقذعا وله مديح ونظمه سائر كانت وفاته حوالي ٦٩ هـ. انظر: "خزانة البغدادي" ٢/ ١١٢، "الوفيات" ٢/ ٢٨٩، "الأعلام" ٨/ ١٨٣.
(٧) انظر: "مجاز القرآن" الأبي عبيدة ١/ ٤٨، ٣٠٤، وقد أورد البيت الأول فقط، =


الصفحة التالية
Icon