إلا يسيراً، منهم وهو من ترك النفاق وصدق بالله وبالرسول (١).
قيل لهم: إن كنتم إنما ترغبون في الغزو والجهاد لا في الغنائم، فستدعون غداً إلى أهل اليمامة، وهو قوله تعالى:
١٦ - ﴿قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء وأبي صالح: هم بنو حنيفة (٢) أتباع مسيلمة (٣)، وهو قول المقاتلين والزهري والكلبي (٤)، واختيار الفراء والزجاج (٥)، ويؤكده ما روي عن رافع بن خديج (٦) أنه قال: لقد كنا نقرأ هذه الآية ولا نعلم من هم، حتى دعا أبو بكر -رضي الله عنه- إلى قتال بني

(١) ذكر ذلك في "الوسيط" ٤/ ١٣٨ ولم ينسبه.
(٢) بنو حنيفة: حي من بكر بن وائل من العدنانية، وهم بنو حنيفة بن لحيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وبكر كان له من الولد: الرول، وعدي، وعامر، وكانت منازل لي حنيفة اليمامة، وكان يسكنها منهم: هودة بن علي بن ثمامة بن عمرو بن عبد العزى بن لحيم بن مرة بن الدوك بن حنيفة وهو الذي كتب إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوه إلى الإسلام. انظر: "نهاية الأرب" للقلقشندي ص ٢٢٣.
(٣) أخرج الطبري ١٣/ ٨٣ هذا القول منسوبًا لسعيد بن جبير وعكرمة، ونسبه الثعلبي ١٠/ ١٣٦ ب للزهري ومقاتل، وكذلك البغوي والقرطبي نسباه للزهري ومقاتل، انظر: "تفسير البغوي" ٧/ ٣٥٣، "الجامع" ١٦/ ٢٧٢.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ٤/ ٧٢، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٢٦، "تنوير المقباس" ص ٥١٣.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٦٦، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٢٤.
(٦) هو: رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، الحارثي أبو عبد الله أو أبو خديج، شهد أحدًا وما بعدها، وتوفي في خلافة معاوية على الصحيح. انظر: "الإصابة" ١/ ٤٩٥، "تهذيب التهذيب" ٣/ ٢٢٩، "الأعلام" ٣/ ١٢.


الصفحة التالية
Icon