جاء به مما ترون من عدة الله في القرآن بالفتح والغنيمة، وهذا قول مقاتل (١).
وقال غيره: ويهديكم صراطاً مستقيماً يعني: طريق التوكل والتفويض (٢)، وذلك أنه لما جاءهم أمر من هم بهم من عدوهم، وكان بذلك هادياً لهم إلى طريق التوكل حتى يتوكلوا على الله فيما نابهم فيكفيهم كما كفاهم هذا من غير سعي منهم.
٢١ - ثم ذكر ما وعدهم سوى خيبر مما يفتحه عليهم فقال: (وأخرى) وهي في محل النصب بالعطف على قوله: ﴿مَغَانِمَ كَثِيرَةً﴾ على تقدير: ووعدكم مغانم أخرى على ما قال الزجاج (٣)، وبلاداً أو قرى أخرى على ما ذكر المفسرون.
قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد فارس والروم، وهو قول أكثرهم (٤).
قوله: ﴿لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا﴾ خطاب للعرب وما كانت العرب تقدر على قتال فارس والروم وفتح مدائنها، بل كانوا خولاً لهم حتى قدروا عليها بالإسلام، وعز أهله.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ٩١، "الثعلبي" ١٠/ ١٣٨ ب، "زاد المسير" ٧/ ٤٣٦.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٢٦، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٢٠١، "مشكل إعراب القرآن" لمكي ٢/ ٣١١.
(٤) أخرج ذلك الطبري عن ابن عباس، ونسبه الثعلبي في "تفسيره" ١٠/ ١٤٢ ب، لابن عباس، وابن أبي ليلى والحسن ومقاتل، ونسبه الماوردي لابن عباس ٥/ ٣١٨، ونسبه البغوي ٧/ ٣١٣ لابن عباس والحسن ومقاتل، ونسبه الشرطبي ١٦/ ٢٧٩ لابن عباس، والحسن، ومقاتل، وابن أبي ليلى.