كلا وربِّ البيْتِ والمُحَلّقِ (١)
قوله: ﴿وَمُقَصِّرِينَ﴾ أي من الشعر، يقال: قصر شعره، إذا جز من طوله، وهذا يدل على أن المُحْرم بالخيار عند التحلل من الإحرام إن شاء حلق وإن شاء قصر (٢).
قوله: ﴿لَا تَخَافُونَ﴾ حال من المحلقين والمقصرين، على تقدير غير خائفين (٣).
قوله تعالى: ﴿فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا﴾ أي: علم الله ما في تأخير الدخول من الخير والصلاح، ولم تعلموه أنتم وهو خروج المؤمنين من بينهم والصلح المبارك موقعه العظيم أثره. قال مقاتل: فعلم الله أنه يفتح عليهم خيبر قبل ذلك، ولم يعلموا (٤).
وقال غيره: علم الله أن ذلك كائن إلى سنة، ولم تعلموا أنتم (٥).

(١) ورد الرجز في "اللسان" غير منسوب. انظر: "اللسان" (حلق) ١٠/ ٦٤.
(٢) أخرج البخاري عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم ارحم المحلقين". قالوا: والمقصرين يا رسول الله. قال: "اللهم ارحم المحلقين". قالوا: والمقصرين يا رسول الله. قال: و"المقصرين". انظر: "صحيح البخاري" كتاب الحج- باب الحلق والتقصير عند الإحلال ٢/ ١٨٨.
وقال القرطبي ٢/ ٣٨١: قال علماؤنا: ففي دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمحلقين ثلاثًا وللمقصرين مرة دليل على أن الحلق في الحج والعمرة أفضل من التقصير، وأجمع أهل العلم على أن التقصير يجزئ عن الرجال إلا شيء ذكر عن الحسن أنه كان يوجب الحلق في أول حجة يحجها الإنسان.
(٣) انظر: "مشكل إعراب القرآن" لمكي ٢/ ٣١٢.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ٤/ ٧٧.
(٥) ذكر ذلك السمرقندي في "تفسيره" ٣/ ٢٥٨ ونسبه للكلبي، ونسبه الماوردي في "تفسيره" ٥/ ٣٢٢، والقرطبي ١٦/ ٢٩١ للكلبي.


الصفحة التالية
Icon