ورسوله، ولا تعجلوا به، وهذه رواية باذان عن ابن عباس (١).
وقال ابن الزبير: قدم المدينة ركب من بني تميم (٢) على النبي -صلى الله عليه وسلم-[..]، (٣)، فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي. وتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فأنزل الله هذه الآية (٤) وهذه رواية عطاء عن ابن عباس (٥).
وقال جابر بن عبد الله: نزلت في النهي عن الذبح يوم الأضحى قبل الصلاة، وذلك أن ناساً من المسلمين ذبحوا قبل صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمرهم أن ييدوا الذبح. وهو قول الحسن (٦)، واختيار الزجاج، قال: أعلم الله أن ذلك غير جائز، قال: وفي هذا دليل أنه لا يجوز أن يؤدِّى فرضٌ قبل وقته، ولا تطوع قبل وقته مما جاءت به السنة (٧).

(١) ذكر ذلك الثعلبي في "تفسيره" ١٠/ ١٥٧ ب.
(٢) بنو تميم: بطن من طابخة وطابخة من العدنانية وهم بنو تميم بن مر بن أد بن طابخة، والتميم في اللغة الشديد، وكان لتميم من الولد زيد مناة وعمرو بن الحارث، قال في العبر: وكانت منازلهم بأرض نجد من هنالك على البصرة واليمامة وامتدت إلى الغري من أرض الكوفة. انظر: "نهاية الأرب" ص ١٧٧.
(٣) سقط من الأصل قوله: (فقال: أبو بكر أمر القعقاع بن معبد وقال عمر أمر الأقرع ابن حابس).
(٤) أخرجه عن عبد الله بن الزبير البخاري في التفسير، باب إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ٦/ ٤٧، والطبري ١٣/ ١١٩، وأخرجه الثعلبي ١٠/ ١٥٧ أ، والمؤلف في "أسباب النزول" ص ٤٠٦، والبغوي ٧/ ٣٣٤.
(٥) وهي التي سبقت الإشارة إليها في قصة بئر معونة وقتل الرجلين.
(٦) أخرج ذلك الثعلبي ١٠/ ١٥٦ ب عن جابر بن عبد الله، وأشار أيضًا أنه اختيار الحسن البصري، ونسبه في "الوسيط" ٤/ ١٥٠ لجابر، ونسبه الطبري ١٣/ ١١٧، والماوردي ٥/ ٣٢٥، وابن الجوزي ٧/ ٤٥٤، والقرطبي ١٦/ ٣٠١ للحسن.
(٧) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٣١.


الصفحة التالية
Icon