المسلمين وجماعتهم (١).
قوله تعالى: ﴿فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ قال ابن عباس: ترجع إلى طاعة الله (٢).
وقال مقاتل: ترجع إلى الصلح الذي أمر الله به (٣).
قال أصحابنا: ودلت عليه هذه الآية، على أنه يجحب أن يقاتل المارق الباغي المشاقّ لما عليه الأمة (٤)؛ لأن ظاهر الأمر الوجوب، والبغاة الذين يجب قتالهم هم الذين يجتمع لهم أوصاف ثلاثة: الغلبة بالشوكة والقوة، والتأويل المحتمل (٥)، والإمام الذين يجتمعون عليه، فهؤلاء يدعون أولاً إلى طاعة الله بالإنذار، والعود إلى طاعة الإمام العادل، فإن أبوا قوتلوا من غير أن يبدأ بالقتال، ولكن إن قصدوا أهل العدل قاتلوهم للدفع، ثم لا يتبع مدبرهم، ولا يجهز على جرحتهم، ونحو ما ذكرنا سار أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- في أهل البغي (٦)، وما أتلف أهل البغي من مال أهل العدل وما

(١) انظر: "معاني الزجاج" ٥/ ٣٥.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ٤/ ٩٤.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ١٢٨، "تفسير البغوي" ٧/ ٣٤٢، "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٣١٧.
(٥) انظر: "تفسير البغوي" ٧/ ٣٤٢.
(٦) أخرجه الحاكم عن أبي أمامة وقال: هذا صحيح الإسناد في هذا الباب، ووافقه الذهبي، انظر: "المستدرك" كتاب: قتال أهل البغي ٢/ ١٥٥، وأخرجه البيهقي موقوفًا على علي، انظر: "سنن البيهقي" كتاب: قتال أهل البغي، باب أهل البغي إذا فاءوا لم يتبع مدبرهم ولم يقتل أسيرهم ولم يجهز على جريحهم ولم يستمتع بشيء من أموالهم ٨/ ١٨١. وانظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر ٤/ ٤٣.


الصفحة التالية
Icon