وقبيلة، وعمارة وبطن وفخذ وفصيلة (١)، فالثعب جمع القبائل، والقبائل تجمع العمائر، والعمائر تجمع البطون، والبطون تجمع الأفخاذ، والأفخاذ تجمع الفصائل (٢)، فمضر شعب، وكنانة قبيلة، وقريش عمارة، وقصي بطن، وهاشم فخذ، والعباس فصيلة (٣).
وروى عطاء عن ابن عباس قال: يريد بالشعوب: الموالي، وبالقبائل: العرب (٤)، وإلي هذا ذهب قوم فقالوا: الشعوب من العجم وهم من لا يعرف لهم أصل نسب كالهند والجيل والترك (٥)، والقبائل من العرب.
قوله تعالى: (لتعارفوا) أي: ليعرف بعضكم بعضاً في قرب النسب وبعده، ثم أعلمهم أن أرفعهم عنده منزلة أتقاهم فقال: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، وقال مقاتل: يعني: بلالاً (٦) أخبر أن أتقاهم بلال، وروى أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -عز وجل- يقول يوم القيامة إني جعلت نسباً فجعلت أكرمكم أتقاكم، وأبيتم إلا أن تقولوا فلان بن فلان، وأنا اليوم أرفع
(١) انظر: "اللسان" (شعب) نسب ذلك للزبير بن بكار ١/ ٥٠٠.
(٢) انظر: "اللسان" (شعب) ١/ ٥٠٠ - ٥٠١.
(٣) انظر: "تفسير الثعلبي" ١٠/ ١٧٠، ١٧١، "تفسير البغوي" ٧/ ٣٤٨، "البحر المحيط" ٨/ ١٠٤.
(٤) انظر: "تفسير الثعلبي" ١٠/ ١٧١ أ، ولم ينسبه، والبغوي ٧/ ٣٤٨ من غير نسبة، ونسبه ابن الجوزي ٧/ ٤٧٤ لعطاء عن ابن عباس، وذكره القرطبي ١٦/ ٣٤٤ من غير نسبة، ونسبه في "الوسيط" ٤/ ١٥٨ لعطاء عن ابن عباس.
(٥) ذكر ذلك القرطبي ١٦/ ٣٤٤ ونسبه للقشيري، وذكره المؤلف في "الوسيط" ٤/ ١٥٨ ولم ينسبه.
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" ٤/ ٩٧.