والمفسرون كلهم قالوا في الباسقات: إنها الطوال (١).
قوله: ﴿لَهَا طَلْعٌ﴾ وهو أول ما يظهر من ثمر النخل. يقال: طَلَعَ الطَّلعُ أي يطلعُ طلوعًا، وأطلعت النخلة، إذا أخرجت طلعها. وطلعها كفرَّاها (٢) قبل أن ينشق. وقال المفضل: الطلع أول ما يرى من عذق النخلة الواحدة طَلْعَة (٣).
قوله: ﴿نَضِيدٌ﴾ يقال: نضدت الشيء أنضده نضدًا، إذا وضعت بعضه فوق بعض، وهو منضود ونضيد ونضد.
قال المفسرون (٤): (نضيد) منضود بعضه على بعض.
قال الفراء: طلع الكُفُرَّى نضيد ما كان في أكمامه، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد (٥). وهذا قول الكلبي، واختاره ابن قتيبة فقال: وذلك قبل أن ينفتح، فإذا انشق جفت الطلعة وتفرقت فليس بنضيد (٦). ومجاهد

(١) قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والسدي، وغيرهم.
انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦١٠، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٣٧، "جامع البيان" ٢٦/ ٩٦، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٢٢.
(٢) الكَفَرُ، الكُفُرِّي، والكِفِرَّي، والكَفَرَّي، والكُفَّري، وعاء طلع النخل.
وكفُرَّاهُ: بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها هو وعاء الطلع وقشره الأعلى. "اللسان" ٣/ ٢٧٥ (كفر).
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٣، "اللسان" ٢/ ٦٠٥ (طلع).
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٤ أ، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٣٧، "جامع البيان" ٢٦/ ٩٦ - ٩٧.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٧٦، ولم أجده منسوبًا للكلبي.
(٦) انظر: "تفسير غريب القرآن" ص ٤١٨، والجُفُّ: الوعاء، وجُفُّ الطلعة: وعاؤها الذي تكون فيه.


الصفحة التالية
Icon