الجنس ﴿وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾ يعني يُحدث به قلبه. والمعنى: يعلم ما يخفي ويكن في نفسه. وذكرنا معنى الوسوسة عند قوله: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾ [الأعراف: ٢٠] (١).
قوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ قال أهل اللغة: الوريد: عرق تحت اللسان يتفرق في البدن، وهو في العضد فَلِيقٌ (٢)، وفي الذراع الأكحل، وفيما تفرق من ظهر الكفِّ الأشاجعُ (٣)، وفي بطن الذراع الرَّواهش (٤).
وقال أبو الهيثم (٥): الوريدان عرقان بجنب الودجين عن يمين ثغرة النحر ويسارها. قال: والوريدان ينبضان أبدًا من الإنسان. فكل عرق ينبض فهو من الأوردة التي فيها مجرى الحياة، والوريد من العروق ما جرى فيه

(١) الآية (٢٠) من سورة الأعراف موضع سقط من المخطوطة.
والوسوسة هي الصوت الخفي من ريح، والوسوسة والوسواس: حديث النفس، والوسواس بالفتح هو الشيطان. انظر: "تهذيب اللغة" ١٣/ ١٣٦ (وسس)، "اللسان" ٣/ ٩٢٢ (وسس).
(٢) الفليق: عرق في العضد يجري على العظم إلى نغضِ الكتف. "تهذيب اللغة" ١٥٦/ ٩، "اللسان" ٢/ ١١٢٨ (فلق). ونغض الكتف هو أعلى منقطع غضروف الكتف.
(٣) الأشاجع: العصب الممدود فوق السّلامى من بين الرسغ إلى أصول الأصابع. وقيل: رؤوس الأصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف، وقيل عروق ظاهر الكف، وهو مغرز الأصابع.
"تهذيب اللغة" ١/ ٣٣١، "اللسان" ٢/ ٢٧٣ (شجع).
(٤) الرواهش: واحدها راهشة، أو راهش، وهي عروق باطن الذراع. "تهذيب اللغة" ٦/ ٨١، "اللسان" ١/ ١٢٣٩ (رهش).
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" ٤/ ١٦٣، "اللسان" ٣/ ٩٠٨ (ورد).


الصفحة التالية
Icon