أسماء الزمان إليها وحذفها كقولك: جئتك مقدمَ الحاج، وخفوقَ النجم، وخلافةَ فلان. تريد في ذلك كله: وقت كذا، وحذفته. فكذلك يُقدَّر في قوله: وقت إدبار السجود، إلا أن المضاف المحذوف في هذا الباب لا يكاد يظهر ولا يستعمل، ومن فتح الهمزة جعله جمع دُبْرٍ أو دبر، مثل: قُفْلٍ، وأقفال، وطنبٍ وأطناب. وقد استعمل ذلك ظرفًا في نحو: جئتك في دبر الصلاة، وفي أدبار الصلوات، وعلى دبر الشهر الحرام (١).
قال أوس (٢):

على دُبرِ الشَّهرِ الحَرَامِ بأرْضِنَا وما حَوْلَها جَدْبٌ سُنُون تلمَّعُ
واختلفوا في المأمور به في أدبار السجود، فروى عطاء عن ابن عباس قال: يريد الوتر الذي جعله سنة بعد الصلاة (٣).
وقال قتادة ومجاهد والكلبي ومقاتل: يعني الركعتين بعد صلاة المغرب (٤)، وهو مذهب علي، وعمر، وأبي هريرة، والحسن، والنخعي، والشعبي، وإبراهيم (٥)، والحسن بن علي -صلى الله عليه وسلم-. وروي ذلك مرفوعاً. رواه كريب عن ابن عباس، قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا ابن عباس ركعتان بعد
(١) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٦/ ٢١٣ - ٢١٤.
(٢) لم أقف على البيت في "ديوان أوس بن حجر"، وانظر: ، الحجة للقراء السبعة" ٢/ ٣٧٠، ٦/ ٢١٤.
(٣) انظر: "الوسيط" ٢/ ١٧١، "روح المعاني" ٢٦/ ١٩٣.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٥ ب، "تفسير مجاهد" ٢/ ٦١٣، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٤٠، "الكشف والبيان" ١١/ ١٨٣ أ.
(٥) إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي، ثقة، وكان أبوه من كتاب الحجاج بن يوسف. انظر: "طبقات ابن سعد" ٦/ ٣٣١، "التاريخ الكبير" ١/ ٣٢٨.


الصفحة التالية
Icon