جاحدين بآياتنا. قال: ومثل زيادة (ما) هنا زيادتها في قوله: ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ﴾ [نوح: ٢٥] وقوله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ﴾ [آل عمران: ١٥٩] و ﴿قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ﴾ [المؤمنون: ٤٠]. وأما منتصب ﴿مِثْلَ﴾ فقال أبو إسحاق: هو في موضع رفع إلا أنه لما أضيفت إلى ﴿أَن﴾ فتح (١).
وشرحه أبو علي فقال: من نصب (مثل) فإنه لما أضاف مثل إلى مبنيٍّ وهو قوله: ﴿أَنَّكُمْ﴾ بناه كما بُنَى (يومئذ) في قوله: ﴿مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ﴾ [المعارج: ١١] و ﴿وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ﴾ [هود: ٦٦] و:
عَلى حِينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ على الصِّبَا (٢)
وقوله:
لم يَمْنَعِ الشُّرْبَ منها غيرُ أن نَطَقَتْ (٣)
فغير في موضع رفع بأنه فاعل، (يمنع) وإنما بنيت هذه الأسماء المبهمة نحو مثل، ويوم، وحين، وغير، إذا أضيفت إلى المبنيِّ لأنها تكتسي منه البناء، لأن المضاف يكتسي من المضاف إليه ما فيه من التعريف

(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٥٤.
(٢) البيت للنابغة الذبياني، وتمامه:
وقلت ألمَّا أصْحُ والشَّيْبُ وازع
انظر: "ديوانه" ص ١٦٣، "الكتاب" لسيبويه ٢/ ٣٣٢، "الكامل" ١/ ١٥٨، "الخزانة" ٢/ ٤٥٦، "المصنف" ١/ ٥٨، "ارتشاف الضرب" ٢/ ٥٢٠.
(٣) صدر بيت لأبي قيس بن الأسلت، وتمامه:
حمامة في غصون ذات أوقال
انظر: "الكتاب" ١/ ٣٦٩، "أمالي" بن الشجري ١/ ٦٩، "الإنصاف" ص ٢٨٧، "الخزانة" ٣/ ٤٠٦، والأوقال: هي الثمار، مفردها وَقْل. "اللسان" ٣/ ٩٧١ (وقيل).


الصفحة التالية
Icon