لَحَقُّ حقًّا، مثل نطقكم (١). هذا كلامهما. ومعناه أنه نصب لأنه نعت مصدر محذوف. هذا هو الكلام في الإعراب.
وأما المعنى؛ فقال أبو عبيدة: مجازه كما أنكم تنطقون (٢). وهوقول ابن عباس قال: يريد كما أنكم تنطقون (٣).
قال الفراء: إنه لحق كما أن الآدمي ناطق، وللآدمي نطق لا لغيره (٤). وقال الزجاج: هذا كما تقول في الكلام: إن هذا لحق كما أنك هاهنا، وإن هذا لحق كما أنك متكلم (٥). هذا قول هؤلاء وبيانه: أن الله تعالى شبه تحقق ما أخبر عنه بتحقيق نطق الآدمي ووجوده، والواحد منا يعرف أنه ناطق ضرورة، فإذا نطق لم يحتج إلى استدلال على نطقه، وعلى أنه ناطق لا يتخالجه في ذلك شك، فكذلك ما أخبر الله تعالى عنه هو في صدقه ووجوده كالذي نعرفه ضرورةً من غير استدلال بشيء.
٢٤ - قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ﴾ قصة ضيف إبراهيم قد سبق في سورة هود والحجر (٦).
قال ابن عباس ومقاتل: يريد قد أتاك (٧).

(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٥٤.
(٢) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٢٦.
(٣) لم أجده.
(٤) انظر: "معاني القرآن" ٣/ ٨٥.
(٥) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٥٤.
(٦) من [هود: ٦٩ إلى ٧٦]، ومن [الحجر: ٥١ إلى ٦٠].
(٧) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٦ ب، "الوسيط" ٤/ ١٧٧.


الصفحة التالية
Icon