قوله تعالى: ﴿قَوْمٌ مُنْكَرُونَ﴾. قال الفراء والزجاج: رفعه على معنى: أنتم قوم منكرون (١).
وقال ابن عباس: قال في نفسه قوم منكرون (٢). وعلى هذا يكون: هؤلاء قوم منكرون. وهو الوجه؛ لأن الظاهر أنه لم يخاطبهم بهذا، ولو خاطبهم لأجابوه ولم يذكر جوابهم عن إنكاره إياهم، وأيضًا فإنه لم تجر عادة الكرام بإنكار ضيفهم من كان، وإخباره بأنه منكرهم. ومعنى ﴿مُنْكَرُونَ﴾ غير معروفين. واختلفوا لم أنكرهم إبراهيم -عليه السلام-؟ فقال مقاتل: ظن أنهم من الإنس. أي ظنهم إنسًا ولم يعرفهم، فلذلك أنكرهم (٣). ونحو هذا قال الكلبي وغيره، وهو أنه رأى قومًا طيبي الريح حسان الوجوه فظنهم غُرباً من الآدميين، وحينئذٍ تهيأ لضيافتهم (٤). وهو قوله:
٢٦ - ﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ﴾ قال ابن عباس: فمضى إلى منزل سارة (٥).
وقال مقاتل: فعمد إلى أهله (٦). وقال أبو عبيدة: فعدل إلى أهله (٧).
(١) انظر: "معاني القرآن للزجاج" ٣/ ٨٦، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٥٤.
(٢) "الوسيط" ٤/ ١٧٨، "معالم التنزيل" ٤/ ٢٣٢.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٦ ب.
(٤) انظر: "تفسير القرآن العظيم" ٥/ ٢٧٢.
(٥) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٧٢، ولفظه: (فرجع إبراهيم إلى أهله).
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٦ ب.
(٧) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٢٦.