على أن المراد بالكتاب هاهنا ما أثبت على بني آدم من أعمالهم. وهو قول مقاتل، ومجاهد، والكلبي، والزجاج (١). وذكر فيه أنه (٢) اللوح المحفوظ (٣). وقيل: هو ما كتبه الله لموسى من التوراة (٤). والصحيح هو القول الأول لقوله (٥) تعالى:
٣ - ﴿في رَقٍّ مَنْشُور﴾ ولم يثبت أن اللوح المحفوظ من الرق. ولا أن ما كتب لموسى كان على الرق. والمراد بالكتاب، المكتوب، سُمّي بالمصدر. والرق مما كتب فيه. قال أبو عبيدة: الرق الورق (٦).
وقال الليث: الرَّقُّ الصحيفة البيضاء (٧).

= السكيت. يقال: سَطْرٌ وَسَطرٌ فمن قال سطرٌ فجمعه في القليل أسطر وفي الكثير سطور ومن قال سطَرَ جَمَعَه أسطارًا ثم أساطير جمع الجمع، قاله اللحياني، واختار الزجاج أن يكون واحدها أسطورة. انظر: "البسيط" ٢/ ٨٩ ب.
(١) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٨ أ، و"جامع البيان" ٢٧/ ١٠، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٦١، "الكشف والبيان" ١١/ ١٩٣ ب، "الوسيط" ٤/ ١٨٢، وبه قال الفراء، وابن قتيبة. انظر: "تفسير غريب القرآن": ٤٢٤، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٥٩، "فتح القدير" ٥/ ٩٤، ولم أجده عن الكلبي.
(٢) في (ك): (أن).
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٨١، عن ابن عباس، وقد جمع القولين فقال: وأقسم باللوح المحفوظ مكتوب فيه أعمال بني آدم. "معالم التنزيل" ٤/ ٢٣٦.
(٤) انظر: "الكشف البيان" ١١/ ١٩٣ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٢٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٥٩، ونُسب للكبي.
(٥) في (ك): (قوله) والصواب ما أثبته. قال الشنقيطي: والأظهر أن الكتاب المسطور هو القرآن العظيم.. "أضواء البيان" ٧/ ٦٨٣.
(٦) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٣٠.
(٧) انظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ٢٨٤ (رقق).


الصفحة التالية
Icon