قال الزجاج: المعنى: سل أمم من أرسلنا (١)، وعلى هذا فقد حذف المضاف، وقال الفراء: هو أن تسأل التوراة والإنجيل، [فيخبروه أنه كتب] (٢) الرسل، فإذا سأل الكتاب فكأنه سأل الرسل (٣).
وقال ابن قتيبة: تقدير الآية: واسأل من أرسلنا، يعني: أهل الكتاب (٤).
قال ابن الأنباري (٥): وهذا خطأ في النحو؛ لأنه لا يصلح إضمار (إِلَيْهِ) اتفق النحويون أنه لا يجوز: الذي جلست عبد الله، على معنى: الذي جلست إليه؛ لأن (إليه) حرف منفصل، والمنفصل لا يضمر في صلة الموصول لانفصاله من الفعل؛ لأنه يجري مجرى المظهر. كما أنك إذا قلت: الذي أكرمك أبا عبد الله، لم يجز أن يضمر أباه، وإنما يحسن الإضمار في الهاء المتصلة نحو: الذي أكلت طعامك إذا أكلته، فحذف الهاء تخفيفًا لطول الاسم؛ لأن (الذي) و (أكلت) حرف واحد، ومعنى الآية: تِبَاع من أرسلنا (٦) فيكون هذا من باب حذف المضاف، ومعنى هذا الأمر بالسؤال التقدير لمشركي قريش أنه لم يأت رسول ولا كتاب بعبادة غير الله.
(٢) كذا في الأصل وفي "معاني الفراء": (فإنهم إنما يخبرونه عن كتب....).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٣٤.
(٤) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتية ص ٣٩٩.
(٥) لم أقف على قول ابن الأنباري، وقد ذكر نحوه النحاس في "إعراب القرآن" ٤/ ١١١، ١١٢.
(٦) انظر: "تفسير ابن عطية" ١٤/ ٢٦٥ بهذا اللفظ، وذكره في "الوسيط" ٤/ ٧٥ عن ابن الأنباري بلفظ: (سل أتباع من أرسلنا).