الناقة، يوم لها ويوم لهم، كما قال ﴿لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الشعراء: ١٥٥] هذا قول الجميع، وإنما لم يقل بينهم وبين الناقة؛ لأن الناقة داخلة في قوله (بينهم) وذلك أن العرب إذا أخبرت عن البهائم، وعن بني آدم غلبوا بني آدم على البهائم.
قال ابن عباس: كان يوم شربهم لا تشرب الناقة فيه شيئًا من الماء وتسقيهم لبنًا، وكانوا في شيء من النعيم لا يعرف قدره، وإذا كان يوم الناقة شربت الماء كله فلم تبق لهم شيئًا (١)، فذلك قوله ﴿كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ﴾ يحضر القوم يومًا وتحضر الناقة يومًا، فيحضر الشرب من كانت نوبته، وحضر واحتضر واحد.
٢٩ - قوله: ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ﴾ يعني عاقر الناقة قدار بن سالف (٢)، ويقال له أحمر ثمود.
﴿فَتَعَاطَى فَعَقَرَ﴾ تفاعل من العطو، وهو التناول باليد ومنه:
كأن ظبية تعطو إلى ناضر السلم
ومنه الإعطاء، والمعاطاة، والتعاطي، غير أن بعضهم ذكر في التعاطي أنه تناول ما لا يحل (٣).
قال المفسرون: تعاطى الناقة وتناولها بالسيف فعقرها، ومضى تفسير العقر (٤).
(٢) في (ك): (سالم) والصواب ما أثبته.
وانظر: "المعارف" ص ٢٩، و"تاريخ الأمم والملوك" ١/ ١٣٩.
(٣) انظر: "اللسان" ٢/ ٨١٥ - ٨١٦ (عطا).
(٤) عند تفسيره الآية (٧٧) من سورة الأعراف.